مركز الصدى للدراسات والإعلام: رجاء موليو*
حقوق الإنسان في الشريعة
اليهودية
ظل اليهود
ولفترة طويلة يعبدون الصخور والماشية والأوثان وغيرها من المعبودات التي لا تزيدهم
إلا ظلالا وشركا وبعدا عن الله تعالى، وقد وقف موسى عليه السلام منهم موقفا حازما
لمنعهم من عبادة العجل الذهبي لارتباطها بهم منذ أن حلوا في مصر، واتخذوه رمزا
لآلهتهم.
وقد تنوعت
أشكال الآلهة وجلها مقتبس من الأمم التي عاصرتهم إلى أن توحدت إليهم فكرة اتخاذ
يهوه إلها قوميا خاصا بهم إذ جعلوا منه إلها ذا نزعة حربية.
فكثيرا ما
تطالعنا أسفار اليهود بصفات رب اليهود (يهوه) المقترنة بألفاظ الحرب والقتال مثل
(الرب رجل حرب) (والذي يعلم يدي القتال)، وإلههم فخور بنفسه كجندي منتصر يحرص أن
يتباهى بقدرته على إغراق المصريين في البحر ويأمر شعبه بارتكاب الوحشية ضد جميع من
يحارب بني إسرائيل.
وبمرور زمن
طويل، وبعد تعرض اليهود إلى السبي البابلي وظهور قادة بينهم أنبياء أقنعوهم أن
المصائب هي أفضل ذريعة لتهذيب الشعب، فترقى اعتقاد اليهود عما كان أيام بداوتهم إذ
كانوا يرون يهوه إله حرب إلى أن صاروا يرون فيه الأب المحب العادل.[1]
جاء في سفر الخروج ذكر الوصايا العشر
المكونة للدستور اليهودي على الشكل التالي:
"وَأَمَّا
الْيَوْمُ السَّابعُ فَفِيهِ سَبْتٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. لاَ تَصْنَعْ عَمَلاً مَا
أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ وَأَمَتُكَ وَبَهِيمَتُكَ وَنَزِيلُكَ
الَّذِي دَاخِلَ أَبْوَابِكَ. 11لأَنْ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ
السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا، وَاسْتَرَاحَ فِي
الْيَوْمِ السَّابعِ. لِذلِكَ بَارَكَ الرَّبُّ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَدَّسَهُ.
12أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي
يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. 13لاَ تَقْتُلْ. 14لاَ تَزْنِ. 15لاَ تَسْرِقْ. 16لاَ
تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ. 17لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لاَ
تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ، وَلاَ عَبْدَهُ، وَلاَ أَمَتَهُ، وَلاَ ثَوْرَهُ،
وَلاَ حِمَارَهُ، وَلاَ شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ" [2].
أشارت
اليهودية كرسالة سماوية أنزلت على نبي الله موسى عليه السلام إلى جانب من حقوق
الإنسان، وذلك يتمثل في تحرير الفرد والجماعة حيث أن التحرر من الظلم والعبودية
كان بمثابة القيمة العليا التي ركزت عليها الكتب اليهودية المقدسة.
وقد تضمنت هذه الوصايا إشارات إلى بعض حقوق الإنسان كحقه
في الحياة، بالنهي عن القتل، وكالحق في الملكية بالتشديد على عدم المساس بها من خلال
السرقة وبوجوب أداء شهادة الحق مع تجنب ما في يدي الغير واحترام ممتلكاته.
لكن من المؤسف
أن كل هذه التعاليم الدينية السمحة القائمة على مبادئ الرحمة والعدل والمساواة
والتوازن، قد جرى تحريفها والعبث بها إلى أن جردتها من المصداقية الإلهية وألبستها
الطابع الإنساني الذي لا يصل إلى أساس التشريع الرباني، فقد خدمت المصالح الدولية
قبل أن تخدم الأغراض البشرية ولنا في النموذج الصهيوني خير مثال على ذلك؛ لأن ما
جاءت به تجاوز القيم والأعراف الإنسانية فقد تمثل في انتهاك حقوق الإنسان
الفلسطيني من تقتيل وإبادة جماعية وتعذيب وتشريد ونهب وتدمير للممتلكات، وهذا دليل
على خروجها عن التعاليم الدينية اليهودية الصحيحة.
كما نلاحظ
بأن التشريعات التي جاء بها حمورابي شبيهة إلى حد بقوانين التوراة المنزلة على
موسى عليه السلام ويبدوا هذا جليا في نظام القصاص الذي يقوم عليه التشريع اليهودي.
"وَإِنْ
حَصَلَتْ أَذِيَّةٌ تُعْطِي نَفْسًا بِنَفْسٍ، 24وَعَيْنًا بِعَيْنٍ، وَسِنًّا
بِسِنٍّ، وَيَدًا بِيَدٍ، وَرِجْلاً بِرِجْل، 25وَكَيًّا بِكَيٍّ، وَجُرْحًا
بِجُرْحٍ، وَرَضًّا بِرَضٍّ. 26وَإِذَا ضَرَبَ إِنْسَانٌ عَيْنَ عَبْدِهِ، أَوْ
عَيْنَ أَمَتِهِ فَأَتْلَفَهَا، يُطْلِقُهُ حُرًّا عِوَضًا عَنْ عَيْنِهِ.
27وَإِنْ أَسْقَطَ سِنَّ عَبْدِهِ أَوْ سِنَّ أَمَتِهِ يُطْلِقُهُ حُرًّا عِوَضًا
عَنْ سِنِّهِ.
28«وَإِذَا
نَطَحَ ثَوْرٌ رَجُلاً أَوِ امْرَأَةً فَمَاتَ، يُرْجَمُ الثَّوْرُ وَلاَ يُؤْكَلُ
لَحْمُهُ. وَأَمَّا صَاحِبُ الثَّوْرِ فَيَكُونُ بَرِيئًا. 29وَلكِنْ إِنْ كَانَ
ثَوْرًا نَطَّاحًا مِنْ قَبْلُ، وَقَدْ أُشْهِدَ عَلَى صَاحِبِهِ وَلَمْ
يَضْبِطْهُ، فَقَتَلَ رَجُلاً أَوِ امْرَأَةً، فَالثَّوْرُ يُرْجَمُ وَصَاحِبُهُ
أَيْضًا يُقْتَلُ" [3].
هذه جملة من
التشريعات التي جاء بها التشريع اليهودي في مجال حماية حقوق الإنسان خاصة في مجال
القصاص والتي تحمي الفرد وترد حقوقه.
والملاحظ أن
"اليهود اقتبسوا نظام القصاص أثناء سبيهم من البابليين (586 - 539م) ويتجلى
ذلك خاصة في أوجه التشابه الدقيق في طريقة استيفاء الديون ومبدأ تعويض الأضرار.
دعا الأنبياء
الاجتماعيون في أسفار بني إسرائيل إلى تفطن العدل والحق والاستقامة، كما اهتموا
بدور الضمير في صياغة الحقوق ووجوب خضوع السلوك لمنطق العقل في ممارسة الترغيب
والترهيب الذي يدفع بالمرء إلى الاتجاه الصحيح أو الاتجاه الخاطئ، وإن الفضيلة
التي يأتي بها المرء أو الرذيلة الصادرة منه لا علاقة لها بشقائه وسعادته".[4]
ومن المعلوم
أنه رغم وجود كل هذه التشريعات المنظمة للحقوق والواجبات في التوراة، إلا أنها لم
تصل بالشعب الإسرائيلي إلى آفاق سامية ولم تقيم لهم مجتمع متكامل يسوده العدل
الإلهي ولم تسمو بالإنسان إلى التحرر من قيود العبودية والتبعية المادية؛ لذلك كان
الاضطهاد والمحن والمصائب هي جزاؤهم الوحيد من الخالق عز وجل بسبب تعنتهم
وابتعادهم عن الشريعة الإلهية وقتلهم لأنبيائهم.
كما توجد في
التوراة والتلمود أحكام متناقضة هنا وهناك فنجد في بعض إصحاحات التوراة تتحدث عن
السلب والنهب وقتل الأبرياء من النساء المتزوجات والرجال في الحرب وانتهاك حقوق
المحارب في الاستسلام، والتلمود يؤكد على هذه الأفعال من استعباد الرقيق وقتل
الذكور والأسرى والاستعلاء على باقي الأمم، إلى جانب كل هذه الأحكام المنسوبة
للإله نجد أحكاما معاكسة تدعو إلى الرأفة والرحمة بالفقراء والدخلاء ودفع
استحقاقاتهم[5] يقول سفر التثنية: "لاَ تَظْلِمْ أَجِيرًا مِسْكِينًا وَفَقِيرًا مِنْ
إِخْوَتِكَ أَوْ مِنَ الْغُرَبَاءِ الَّذِينَ فِي أَرْضِكَ، فِي أَبْوَابِكَ.
15فِي يَوْمِهِ تُعْطِيهِ أُجْرَتَهُ، وَلاَ تَغْرُبْ عَلَيْهَا الشَّمْسُ،
لأَنَّهُ فَقِيرٌ وَإِلَيْهَا حَامِلٌ نَفْسَهُ، لِئَلاَّ يَصْرُخَ عَلَيْكَ إِلَى
الرَّبِّ فَتَكُونَ عَلَيْكَ خَطِيَّةٌ.
16«لاَ
يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلاَدِ، وَلاَ يُقْتَلُ الأَوْلاَدُ عَنِ الآبَاءِ.
كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.
17«لاَ
تُعَوِّجْ حُكْمَ الْغَرِيبِ وَالْيَتِيمِ، وَلاَ تَسْتَرْهِنْ ثَوْبَ
الأَرْمَلَةِ. 18وَاذْكُرْ أَنَّكَ كُنْتَ عَبْدًا فِي مِصْرَ فَفَدَاكَ الرَّبُّ
إِلهُكَ مِنْ هُنَاكَ. لِذلِكَ أَنَا أُوصِيكَ أَنْ تَعْمَلَ هذَا الأَمْرَ.
19«إِذَا
حَصَدْتَ حَصِيدَكَ فِي حَقْلِكَ وَنَسِيتَ حُزْمَةً فِي الْحَقْلِ، فَلاَ تَرْجعْ
لِتَأْخُذَهَا، لِلْغَرِيبِ وَالْيَتِيمِ وَالأَرْمَلَةِ تَكُونُ، لِكَيْ
يُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ عَمَلِ يَدَيْكَ. 20وَإِذَا خَبَطْتَ
زَيْتُونَكَ فَلاَ تُرَاجعِ الأَغْصَانَ وَرَاءَكَ، لِلْغَرِيبِ وَالْيَتِيمِ
وَالأَرْمَلَةِ يَكُونُ"[6] .
ويقول المفكر
اليهودي "باروخ اسبينوزا" الواقع أن شعائر الدين العبري لم تكن تختلف عن
شعائر باقي الأديان فحسب بحيث يشعر المؤمنون بأنهم مختلفون كل الاختلاف عن غيرهم،
بل كانت مناقضة لها أشد التناقض. وقد كان لابد أن تتولد عن العار الذي كانوا
يلحقونه بالأجنبي كل يوم، كراهية شديدة له (...) وهي كراهية تتولد عن الإيمان
والتقوى، بل كانت هي نفسها تعد تقوى، وتلك بحق هي أقوى أنواع الكراهية وأشدها
تأملا (...) وأعني به الكراهية المتبادلة والمتأصلة التي كانت تكنها الشعوب الأخرى
بدورها للعبرانيين".[7]
وهكذا نستنتج
أن الحقوق التي وضعتها الديانة اليهودية لشعبها محكومة بطابع حب الذات وكره
الآخرين، وهي من أهم مقومات
الشخصية اليهودية في التعامل مع الغير، لذلك نجد تشريعاتهم لا ترقى إلى مستوى العدل
والمساواة وقد جعلوا الكره واجبا مقدسا وبه فسروا كل شرورهم اتجاه الأجنبي.
لا حقوق للأغيار في الشريعة
اليهودية
إن القيمة
الأسمى للحياة الإنسانية وواجب كل إنسان بذل كل ما يستطيعه للتعايش مع أخيه
الإنسان ناهيك عن تقديمه أواصر المحبة والتعاون إذا ما احتاجها الطرف الآخر. وهذه
العلاقة الإنسانية غير موجودة بالمرة في الشريعة اليهودية التي ترى في روح غير
اليهودي روحا شيطانية شبيهة بأرواح الحيوانات.
وإن روح
اليهودي جزء من روح الله وأن روحه تتجدد في كل يوم سبت وأن روحه الجديدة هي التي
تعطيه الشهية للأكل والشرب، وانطلاقا من هذه الروح الاستعلائية رأت العقيدة
اليهودية أن الجنة لا يدخلها إلا اليهود أما الجحيم فهو مأوى لغيرهم من الأمم ولا
نصيب لهم فيه.
واليهودي يرى
نفسه عند الله مرتبته أكثر من الملائكة، فإذا تجرأ غير يهودي وضرب يهوديا فكأنما
أهان العزة الإلهية لأن اليهودي جزء من الله، وعليه يستحق غير اليهودي الموت،
وبحسب التشريعات اليهودية فإن انقاد حياة اليهودي فوق أي واجب؛ أما بالنسبة
للأغيار فالمبدأ يقول بعدم انقاد حياته ويشرح بن ميمون ذلك بقوله أما بالنسبة
للأغيار الذين لسنا في حالة حرب معهم فينبغي ألا نتسبب في موتهم ولكن إنقاذهم
ممنوع إذا كانوا على وشك الموت، كما ينبغي للطبيب اليهودي خصوصا ألا يعالج مريضا
من الأغيار وعلى اليهودي أن يتعلم من ذلك أنه ممنوع إبراء أحد الأغيار حتى ولو كان
مقابل أجر.
يقول الراهب
"كرونير" أن لا فرق بين الأجنبي والخارج عن دين اليهود على حسب الشريعة
الشفوية، ولا فرق بينه وبين الوثني.[8]
ويعتبر
الأغيار عند اليهود كذبة بالفطرة وغير مؤهلين للإدلاء بشهادات في المملكة
الحاخامية؛ ومكانتهم من هذه الناحية هي مكانة النسوة اليهوديات والعبيد والقصر.
كما أنه لا تعطى الصدقات لغير اليهود الفقراء وكذلك الهدايا ، وأنه إذا عثر على
متاع لغير يهودي فلا يرد إليه ويجوز خداع غير اليهودي ويجب معاقبته بقسوة إذا قام
بسلب يهودي أو احتال عليه، كما تجيز الشريعة الشفوية لليهود سفك دم الكافر لأن كل
من يسفك دم كافر يقرب قربانا وتمنع الشريعة اليهودية من بيع الممتلكات غير
المنقولة في أرض إسرائيل لغير اليهودي.[9]
حقوق الإنسان في الديانة
الإسلامية .
إن الدعوة
إلى الله وإلى الدين الحق وإلى إصلاح النفوس والقلوب، على المستوى الإنساني كله،
هي رسالة الأمة الإسلامية، إلى الناس جميعا.
ويجب أن تسير
في أداء هذا الواجب، على هدي الرسول – صلوات الله عليه وسلامه- الذي أرسله الله
بالهدى ودين الحق إلى الناس جميعا قال تعالى: ﴿ قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا﴾[10].
وقد وعد الله
بظهور الإسلام وفي هذا العصر بالذات يحتاج ظهور الإسلام على الدين كله، فقد وجدت
قضايا عديدة شغلت عقول الناس وفكرهم ونالت حظا وافرا من اهتمامهم وسعيهم، ينبغي أن
يكون الدعاة إلى الله، على علم بهذه القضايا وما يراد منها.
كما أن قضية
حقوق الإنسان من المصطلحات الجذابة، الذي يغري كثيرا من الناس.
"وتكاملت
الصيغة النهائية لدستور حقوق الإنسان بنزول الدساتير الإلهية التي أولت تلك الحقوق
اهتماما عظيما انطلاقا من مبدأ تكريم الإنسان – خليفة الله في الأرض – لإنسانيته
الحقة التي لا تتكامل إلا بعد أن تحق له الحقوق الموجبة لإنسانيته ولفطرته
الإنسانية ولفطرته البشرية فحقه في الحياة وفي حرية التفكير والتعبير من مصاديق
الإكرام له، وطلب المساواة والسلام وعدم الاعتداء وحب الفضيلة وازدراء كل ما من
شأنه التقليل من كرامته حق مشروع له مكفول. بما شرعه الله تعالى له ويجب أن تكفله
له أيضا القوانين الوضعية"[11] .
من هذا
المنطلق نستنتج أن الديانة الإسلامية هي المنبع الحقيقي لحقوق الإنسان، فالإسلام
منذ مجيئه وهو يؤسس لحماية الفرد والحفاظ على كينونته وحرمته لذلك شرع له جملة من
الحقوق له وأمره بالواجبات عليه وهكذا تتحقق العدالة الربانية بين الناس جميعا
باعتبارهم مستخلفين في الأرض.
"وقبل
أن تسمع أذن الدنيا عن حقوق الإنسان باثني عشر قرنا أو تزيد، ويوم كان العالم كله
لا ينظر للإنسان إلا من جهة ما عليه من واجبات يطالب بأدائها، وإلا كان عليه من
العقاب ما يستحق. جاء الإسلام ليقرر جهرة أن للإنسان حقوقا ينبغي أن ترعى، كما أن
عليه واجبات ينبغي أن تؤدى. وكما أنه يسأل عما عليه، يجب أن يعطى ماله، فكل واجب
يقابله حق. كما أن كل حق يقابله واجب.
وهذه الحقوق
ليست منحة من مخلوق مثله له، يمن بها عليه إن شاء ويسلبها منه متى شاء.
كلا، ليست
منحة من إمبراطور أو ملك أو أمير، أو حزب أو لجنة. إنما هي حقوق قررها الله له
بمقتضى فطرته الإنسانية. فهي حقوق ثابتة دائمة بحكم الطبيعة والشريعة جميعا. من
هذه الحقوق: حق الحياة، حق الكرامة، حق التفكير، حق التدين والاعتقاد، حق التعبير،
حق التعلم، حق التملك، حق الكفاية من العيش، حق الأمن من الخوف".[12]
ü أهم الحقوق
التي كفلها الإسلام للإنسان:
انصب اهتمام
الشريعة الإسلامية على الإنسان، فأوجدت القيم التي اعتمدت معيارا بالغ الدقة يوزن به الأمور وتحدد به الحقوق منذ
نشأتها مرورا باستمراريتها وحتى نهايتها.
ومن أبرز ما
جاءت به النصوص الشرعية من حقوق الإنسان، الحقوق التي تتعلق بشخصه وبعيشه داخل
المجتمع، حيث قرر الإسلام حقوقا اجتماعية للإنسان تكفلها الدولة لرعاية شؤونه،
وتأمين حياته، وتحقق العيش الكريم له زمن هذه الحقوق ما يلي:
حق الكرامة وحماية العرض:
"أكد
الإسلام حرمة العرض والكرامة للإنسان، مع حرمة الدماء والأموال، حتى أن النبي صلى
الله عليه وسلم، أعلن ذلك في حجة الوداع أمام الجموع المحتشدة في البلد الحرام،
والشهر الحرام، واليوم الحرام: "إن الله حرم عليكم دماءكم وأعراضكم
وأموالكم" فلا يجوز أن يؤذى إنسان في حضرته ولا أن يهان في غيبته، سواء أكان
هذا الإيذاء بالفعل أم للنفس بالقول. فربما كان جرح القلب بالكلام أشد من جرح
الأبدان بالسياط أو السنان".[13] وكيف لا يحرم
الإسلام القتل، وقد حرم ما دونه ؟ أجل، لقد حرم الإسلام أشد التحريم أن يضرب إنسان
بغير حق، وأن يجلد ظهره بغير حد، وأنذر باللعنة من يضرب إنسانا ظلما، ومن شهده
يضرب ولم يدفع عنه، وبهذا حمى بدن الإنسان من الإيذاء.
وكذلك حرم
الإسلام الإيذاء الأدبي للإنسان: حرم الهمز، واللمز، والتنابز بالألقاب، والسخرية
والغيبة سوء الظن بالناس، وأنزل الله في ذلك آيات تتلى في سورة الحجرات، وبذلك حمى
نفس الإنسان من الإهانة. فقال تعالى: ﴿ يا أيها
الذين أمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن
يكن خيرا منهم ولا تلمزوا أنفسكم وال تنابزوا بالألقاب ﴾[14] ولم يكتف الإسلام
بحماية الإنسان في حالة حياته، فكفل له الاحترام بعد مماته، ومن هنا جاء الأمر بغسله
وتكفينه ودفنه، والنهي عن كسر عظمه، أو الاعتداء على جثته، خلافا للأمم التي تحرق جثث
موتاها".[15] فقال تبارك وتعالى: ﴿ ولقد كرمنا بني أدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم
من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا﴾[16].
إن عرض
الفرد، وسمعته حرمة لا يجوز انتهاكها كما يحرم تتبع عوراته، ومحاولة النيل من
شخصيته وكيانه الأدبي؛ وهذا ما أرسى له الإسلام منذ أربعة عشر قرنا والتي تتجسد في
احترام كرامته التي منحه الله إياها، والتي تتفق مع كونه خليفة الله في الأرض كما
منح له الحق في المساواة والعدالة والملكية والتكافل بجانب حقوق تحمي حياته ودينه
وعرضه وماله وسمعته وهذا كله من أجل الحفاظ على كرامة الفرد في المجتمع.[17]
حق الحياة:
ويتمثل هذا
الحق في حماية حياة الإنسان من أي اعتداء " وهي منحة من الله للإنسان، وقد
حرم الله الاعتداء على الحياة الإنسانية. قال تعالى: ﴿ من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل
الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا﴾[18] وجاء الوعيد كذلك
على قتل غير المسلمين بغير حق في قوله صلى الله عليه وسلم: " من قتل نفسا
معاهدا لم يرح رائحة الجنة"[19] .
ومن صور
الاعتداء على الحياة: الانتحار والإجهاض، وقد حرم الإسلام ذلك حفظا لحق
الحياة".[20]
يتضح أن
الإسلام قدس من روح الإنسان وحماها من كل ما يضر بها وقد شرع أشد العقوبات لكل من
تسول له نفسه في الإضرار بها؛ وذلك بجعل النفس البشرية هي الأساس الذي تقوم عليه
الحياة في هذه الأرض والذي يتمثل في إعمارها وبنائها على الأسس الصحيحة.
"قدس
الإسلام حق الحياة وحماه بالتربية والتوجيه، وبالتشريع والقضاء، وبكل المؤيدات
النفسية والفكرية والاجتماعية. واعتبر الحياة هبة من الله لا يجوز لأحد أن يسلبها
غيره. لا يجوز لحاكم أن يسلب حياة المحكوم. ولا لسيد أن يسلب حياة عبده، ولا لزوج
أن يسلب حياة زوجه (...) ولا غرو أن أنكر القرآن على أهل الجاهلية من العرب الذين
قتلوا أولادهم سفها بغير علم. وأدوا البنات خاصة مخافة العار، وقتلوا البنين
والبنات جميعا من أجل الإملاق الواقع (...) قال تعالى: ﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن
قتلهم كان خطئا كبيرا﴾[21]؛ ولم يفرق الإسلام في حق
الحياة بين أبيض وأسود، ولا بين شريف ومشروف، ولا بين حر وعبد، ولا بين رجل
وامرأة، ولا بين كبير وصغير (...) وفي سبيل المحافظة على الحياة شرع الإسلام في
قتل العمد القصاص، مع ترغيبه في العفو والصلح بعوض أو بغير عوض (...) وشرع الدية
والكفارة في القتل الخطأ[22] قال تعالى: ﴿وما كان لمومن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن قتل مؤمنا خطأ
فتحرير رقبة مومنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو
مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله
وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليما
حكيما ﴾[23].
"حياة
الإنسان مقدسة (...) لا يجوز لأحد أن يتعدى عليها ولا تسلب هذه القدسية إلا بسلطان
الشريعة الإسلامية وبالإجراءات التي تقرها".[24]
حق العدل والمساواة بين البشر:
"والمقصود هنا المساواة في أصل الخليقة، والمساواة أمام
تكاليف الشرع وأحكام القضاء. فالبشر جميعا خلقوا من نفس واحدة هي نفس آدم عليه
السلام كما قال تعالى: ﴿ يا أيها
الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة﴾[25] (...) والبشر
متساوون أمام تكاليف الشرع فهم جميعا مطالبون بتوحيد الله وعبادته، وأمام أحكام القضاء
مهما كان وضعهم الاجتماعي أو الاقتصادي".[26]
ونجد أن
العدل والمساواة خصيصة ينفرد بها الدين الإسلامي بين جميع البشر بدون النظر إلى
أوضاعهم الاجتماعية أو المالية بل الأساس هو التساوي تحت سلطة القضاء وتنفيذ
الأحكام.
"قامت
كل علاقة إنسانية في الإسلام على العدالة، واعتبار الناس جميعا سواء، وإن كان تمت
تفاضل فالأعمال والجزاء عليها إن خيرا فخير وإن شر فشر. وإن كان لكل دين سمة يتسم
بها فسمة الإسلام هو العدالة، وهي شعاره (...) والعدالة هي الميزان المستقيم الذي
يحدد العلاقات بين الناس في حال السلم، وحال الحرب، فهي القسطاس المستقيم الذي به
توزع الحقوق وبه تحمى الحقوق، وبه ينتظم الوجود الإنساني"[27] .
الناس جميعا
سواسية أمام الشريعة فلا تمايز بين الأفراد في تطبيق أحكامها والناس كلهم سواء في
القيمة الإنسانية وإنما التفاضل بحسب الأعمال[28] قال عز وجل: ﴿ولكل درجات مما عملوا ولنوفينهم أعمالهم وهم لا يظلمون﴾[29] .
فالإسلام
يجازي كل فرد على حسب أعماله إن خيرا فخير وإن شرا فشر، والأساس هو العدل
والمساواة أمام القانون والتشريع الرباني.
حق الأمن:
"ذلك أن
الأمن نعمة كبرى من الله على عباده، وهو حق لهم لا يجوز سلبه منهم إلا بحق شرعي
ثابت. وقد جاء الإسلام ليحفظ على الناس ضرورات خمس: الدين، والنفس، والنسل، (أو
العرض)، والعقل، والمال. فكل اعتداء على حق من هذه الحقوق؛ فإنه سلب لحق الأمن
الذي كفله الله للإنسان.
ومن هنا فقد
شرعت العقوبات والحدود لحفظ أمن الفرد والمجتمع، ومنع الاعتداء بين أفراده. فحد
الرد يحفظ الأمن الديني، وحد القتل العمد أو الحرابة يحفظ الأمن على النفس، وحد
الزنا أو القذف يحفظ أمن النسل والعرض، وحد الخمر يحفظ أمن العقل، وحد السرقة يحفظ
أمن المال؛ فضلا عن بقية العقوبات والتعزيرات الشرعية التي تحفظ الأمن بمفهومه
الشامل الذي يضمن الأمن الفكري كذلك باعتباره سبيل الوقاية من وقوع الاعتداء الحسي
على الأمن".[30]
لقد شرع
الإسلام جملة من العقوبات الحدود والتعزيرات لحماية الفرد من الأضرار التي تحيط
به؛ فنجد أنه حمى الكليات الخمس الدين والعقل والنسل والمال والعرض ووضع لكل واحدة
منها العقوبات التي تحد منها ألا وهي حد السرقة وحد الحرابة وحد القذف وحد والقصاص
وكلها عقوبات رادعة لكل من يتعدى حدود الله.
لكل فرد الحق
في حمايته من تعسف السلطات معه، ولا يجوز مطالبته بتقديم تفسير لعمل من أعماله أو
وضع من أوضاعه، ولا توجيه اتهام له إلا بناء على قرائن تدل على على تورطه فيما
يوجه إليه[31] فقال تعالى: ﴿ والذين
يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا﴾ [32]
حق الحرية:
"حرية
الإنسان مقدسة – كحياته سواء- وهي الصفة الطبيعية الأولى التي بها يولد الإنسان،
ويجب توفير الضمانات الكافية لحماية حرية الأفراد، ولا يجوز تقييدها أو الحد منها
إلا بسلطان الشريعة، وبالإجراءات التي تقرها.
ولا يجوز
لشعب أن يتعدى على حرية شعب آخر، وللشعب المعتدى أن يرد العدوان، ويسترد حريته بكل
السبل الممكنة فقال الله تعالى: ﴿ ولمن انتصر
بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل﴾[33] وعلى المجتمع
الدولي مساندة كل شعب يجاهد من أجل حريته".[34]
يوصي الإسلام
بحق كل فرد في أن يعيش حياته في جو من الحرية وأن يمارس كل ما يراه ويعتقده ويؤمن
به، لكن جعل حريته في القدر المحدود وفي المقياس الذي لا يضر به الآخرين وبذلك
يستطيع العيش في جو من الاستقرار ما دامت حريته لا تسيء الأطراف المحيطة به.
"التحرير
من القيود الاجتماعية وعدم الالتزام أي الإنسان يفعل ما يشاء دون التزام بقانون أو
عرف أو دين دون تدخل من الآخرين وهم بفعلتهم هذه قد يقتلعون جذور القيم الإنسانية
ويحلون الفوضى محل النظام والاستقرار.[35]
الإسلام منذ مجيئه أوصى بالحرية لكل فرد يمارسها بدون اضطهاد
أو قيود، فله الحق في التعبير عن كل ما يجول في خاطره وله الحرية في التنقل والمسكن
والتملك؛ بل أيضا منحه حرية التدين بدون أن يضطهده فيها من خلال التصريح المباشر
في قوله لكم دينكم ولي يدين فهذه الآية دالة على أن الله عز وجل منحه الحرية في
التعبير عن معتقده لكن بدون أن يتعدى أو يسيء إلى سمعة الإسلام.
"كفل
الإسلام للإنسان الحرية التي يمارس من خلالها حياته دون اضطهاد أو حجر على حريته؛
لكن هذه الحرية ليست مطلقة من كل قيد وإلا أصبحت فوضى وأدت إلى الاعتداء على حقوق
الآخرين. وتشمل هذه الحرية حرية الاعتقاد والتدين باستثناء من دخل في الإسلام
بطوعه واختياره فإنه ليس من حقه الخروج منه وإلا اعتبر مرتدا وأقيم عليه الحد.
فقال تعالى: ﴿ولو شاء ربك لأمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره
الناس حتى يكونوا مومنين﴾[36] (...) وقد سبق
الإسلام إلى كفالة ما يسمى بالحرية المدنية التي تشمل حرية الذات من الرق باعتبار الناس
يولدون أحرارا، وحرية التنقل، واللجوء، والهجرة، وحرية المسكن، والمراسلات، وعدم
جواز التجسس عليها".[37]
حق التربية والتعليم:
من أهم ما جاء به الإسلام هو أنه أوصى للإنسان بوجوب التربية
والتعليم وذلك حتى يتجاوز بذلك الجاهلية الجهلاء التي كانت تسيطر على المجتمعات السابقة
وفي أقوال الرسول عليه السلام أفضل دليل على أن الدين الإسلامي يصر ويحبب التعلم والتربية
وتهذيب النفس "وهو أحد أهم الحقوق التي كفلها الإسلام للإنسان، وقد صح عن
النبي صلى الله عليه وسلم قوله: " كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه،
أو ينصرانه، أو يمجسانه"[38] والحد الأدنى
الذي لا يسقط عن أحد هو معرفة الله تعالى والإيمان به بمقتضى العقيدة الصحيحة،
ومعرفة كيفية أداء العبادات الواجبة – كالصلاة والصيام- ومعرفة شروطها لأن مالم
يتم الواجب إلا به فهو واجب. ولا شك أن رفع الجهل عن الإنسان وتربيته بما ينمي
الفطرة السوية التي خلقه الله عليها حق ثابت للإنسان على مجتمعه".[39]
حق الحرية الدينية:
نجد أن التشريع الرباني أوصى بوجوب اتباع الدين الحق وهو
الذي أنزله على أنبيائه ورسله الكرام، لكن بعد معرفة الفرد للدين الحق وعدم اتباعه
رغم كل ما جاء به الأنبياء والمبعوثين؛ جعل الله للفرد الحرية في الاعتقاد
والإيمان بما شاء.
"اقتضت
إرادة الله تعالى في الوجود أن تكون الحرية من سمات الأمم الكريمة العظيمة التي
تشيع من خلالها روح المسؤولية مما يلزم ذلك أن يعين لكل واحد من أبنائها حدا لا
يتجاوزه، وتقرر له الحقوق وتثبت له الواجبات.
إن المعنى
الأساسي الذي يدور عليه مفهوم الحرية هو ممارسة الإنسان اختياراته ومراداته دون
إكراه، فالإسلام بما أنه دين فطرة فهو يحمي حرية الإنسان ويتجلى ذلك بوضوح في تبني
عقيدة سليمة لا يجبره أحد على تغييرها بأي سبب من أسباب القهر والاستعباد.
لقد كافح
المسلمون في واقعهم التاريخي عن حرية الاعتقاد ابتداء من بدايات الدعوة في مكة
المكرمة طيلة ثلاثة عشرا عاما وتحملوا فيها المشاق ودفعوا ثمنا غاليا، ولما حصل
المسلمون على الاستقرار اعترفوا بهذا الحق لأصحاب العقائد الأخرى وخير شاهد على
ذلك سجلات التسامح والعلاقات الإنسانية في التاريخ الإسلامي التي تثبت بما لا يقبل
الشك أن المسلمين لم يفرضوا دينهم بالقوة والإكراه على غيرهم بل فرض الإسلام على
الجماعات الدينية أن يحترم بعضها الآخر".[42]
حق تكوين الأسرة:
من أهم ما
جاء وأوصت به الشريعة الإسلامية السمحة هو تكوين أسرة تسودها المحبة والاحترام
والاستقرار بين أفرادها "لدى الإنسان ميل فطري إلى الزواج وتكوين الأسرة التي
عنها الأطفال، وقد عد الله ذلك آية من آياته فقال: ﴿ والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم
بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون﴾[43].
ومن هنا فقد حرم الإسلام كل اعتداء على هذا الحق في تكوين
الأسرة حسيا بالمنع (...) أو معنويا بالتنفير من الزواج ووضع العقبات أمامه (...) وفي
الإسلام تتم رعاية حقوق الزوج على زوجته، والزوجة على زوجها، وهذا يدخل ضمن حقوق الأسرة،
فللزوجة على زوجها حق النفقة، وحسن العشرة، والإعفاف، ورعاية الدين، وحسن التوجيه،
وللزوج على زوجته حق الطاعة في غير معصية الله، ورعايته، وأولاده منها، وحق
القوامة، وحق الإشباع العاطفي والجنسي".[44]
من أهم
مميزات الإسلام أنه أوصى بتكوين الأسرة؛ لذلك شرع لها جملة من التشريعات والحقوق
التي تحمي كل فرد فيها بدءا من حقوق الزوجين وكذلك حقوق الأطفال والهدف والغاية
الكبرى من ذلك هو حماية كل عنصر فيها لأن الأسرة هي العنصر الأساس لبناء المجتمع
على أسس صحيحة.
[17] - حقوق الإنسان
بين تعاليم الإسلام وإعلان الأمم المتحدة، محمد الغزالي، نهضة مصر للطباعة والنشر
والتوزيع، 2005م، الطبعة
الرابعة، ص: 216 بتصرف.
[19] - فتح الباري
بشرح صحيح البخاري، للعلامة أحمد بن علي بن حجر الغسقلاني، كتاب الديات، باب إثم من
قتل ذميا بغير جرم، رقمه 6914، ج 12، ص: 259.
[27] - العلاقات
الدولية في الإسلام، محمد أبو زهرة، الدار القومية للنشر والطباعة، القاهرة،
1384ه- 1964م، ص: 35.
[38] - صحيح مسلم،
كتاب القدر، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة، وحكم موت أطفال الكفار وأطفال
المسلمين، رقمه 2658، ج 2، ص: 1226.
*طالبة باحثة بسلك الدكتوراه
Tags
مقالات