مركز الصدى للدراسات والإعلام: عبد
اللطيف بومزوغ
إن العنصرية لسيت مشكلة اليوم أو
وليدة الأمس، بل هي قديمة منذ أن ظهر الناس على سطح الأرض، واختلفت آراؤهم وتباينت
أفكارهم، واختلفت ألوانهم وتمايزت قدراتهم في الحصول على المعاش والسلطة...، فبدأ
القوي ينظر إلى أخيه الإنسان الضعيف نظرة استغلاء واستخفاف فتولد الحقد ونشأت
التفرقة العنصرية وأخذت تنمو ويزداد ضررها حتى جاء المثل الشائع بين الناس "
أنا وأخي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب "، هذا السائر يدل دلالة
واضحة على مبلغ أثر التفرقة العنصرية بين الناس. [1]
والعنصرية هي مجموعة من الأفعال والمعتقدات التي تقلل من شأن شخص ما كونه ينتمي لعِرق أو لدين أو لجنس مختلف...، كما يمكننا أن نعرفها ب: الاعتقاد بأن طائفة أو جنسا أو عرقا هو أعلى وأرقى من الطوائف والأجناس والأعراق الأخرى [2]، وقد نجد هذا السلوك متفشيا بشكل طبيعي داخل أوساط مجتمعاتنا الإسلامية وغير الإسلامية، في حين أن هناك العديد من الشعوب مازالت تعاني من خطر العنصرية أو التميز العرقي بسبب أو بآخر سواء في دول العالم الثالث أو الدول التي تدعي الحضارة والرقي...، كما يقع حاليا بأعظم دولة في العالم وهي الولايات المتحدة الأمريكية بمقتل مواطن أمريكي من أصل إفريقي برصاص أحد شرطة المدينة، وبسبب هذا تدهورت حالة و.م.أ مما انبثق منه شجار وفوضى واحتجاجات عارمة واعتقالات بالجملة...، جاء هذا تزامنا مع فترة فيروس كورونا.
ترتكز العنصرية على أسس يمكن أن نستعرضها على النحو التالي: لون البشرة - القومية - اللغة والعادات الثقافات والمعتقدات والفوارق الاجتماعية...[3].
والعنصرية هي مجموعة من الأفعال والمعتقدات التي تقلل من شأن شخص ما كونه ينتمي لعِرق أو لدين أو لجنس مختلف...، كما يمكننا أن نعرفها ب: الاعتقاد بأن طائفة أو جنسا أو عرقا هو أعلى وأرقى من الطوائف والأجناس والأعراق الأخرى [2]، وقد نجد هذا السلوك متفشيا بشكل طبيعي داخل أوساط مجتمعاتنا الإسلامية وغير الإسلامية، في حين أن هناك العديد من الشعوب مازالت تعاني من خطر العنصرية أو التميز العرقي بسبب أو بآخر سواء في دول العالم الثالث أو الدول التي تدعي الحضارة والرقي...، كما يقع حاليا بأعظم دولة في العالم وهي الولايات المتحدة الأمريكية بمقتل مواطن أمريكي من أصل إفريقي برصاص أحد شرطة المدينة، وبسبب هذا تدهورت حالة و.م.أ مما انبثق منه شجار وفوضى واحتجاجات عارمة واعتقالات بالجملة...، جاء هذا تزامنا مع فترة فيروس كورونا.
ترتكز العنصرية على أسس يمكن أن نستعرضها على النحو التالي: لون البشرة - القومية - اللغة والعادات الثقافات والمعتقدات والفوارق الاجتماعية...[3].
العنصرية في الشريعة الإسلامية:
إن ديننا الاسلامي الحنيف حارب
العنصرية والطبقية بشتى أنواعها وأشكالها منذ بعث النبي صلى الله عليه وسلم، فقد
أعلنها القرآن الكريم صريحة مدوية أن التفاضل بين البشر لا يكون إلا بميزان التقوى
فحسب، قال تعالى:《يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن
أكرمكم عند الله أتقاكم...》[سورة الحجرات الآية 13]، وفي حديث النبي صلى الله عليه
وسلم قال: " لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى"،
والاختلاف في طبيعة الجنس البشري تعدد صوره وأشكاله، جعله الله آية من آياته في
الكون، قال سبحانه:《 ومن آياته خلق السماوات والأرض، واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات
العالمين 》[ سورة الروم الآية 22].
وأكد الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا المعنى فقال: " إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، مؤمن تقي، وفاجر شقي، أنتم بنو آدم، وآدم من تراب، ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن"، وقال :" ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية"، ومن سماحة الإسلام أنه سعى نحو إزالة الفوارق الطبقية بين المجتمع الواحد، وظهر ذلك جليا في جملة تشريعات تهدف إلى تحرير العبيد، ومنع الرق الذي كان منتشرا بقوة في الجزيرة العربية، وفي غيرها قبل الإسلام.[4]
العنصرية في القانون الدولي:
وأكد الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا المعنى فقال: " إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، مؤمن تقي، وفاجر شقي، أنتم بنو آدم، وآدم من تراب، ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن"، وقال :" ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية"، ومن سماحة الإسلام أنه سعى نحو إزالة الفوارق الطبقية بين المجتمع الواحد، وظهر ذلك جليا في جملة تشريعات تهدف إلى تحرير العبيد، ومنع الرق الذي كان منتشرا بقوة في الجزيرة العربية، وفي غيرها قبل الإسلام.[4]
العنصرية في القانون الدولي:
الامم المتحدة شجبت وكافحت العنصرية،
حيث تنص المادة الثانية من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (عام 1948) على أن
"لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان، دون أي
تمييز، كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي
السياسي أو أي رأي آخر، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة أو الميلاد أو أي
وضع آخر".
وبموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2106 ألف (د-20) المؤرخ في 21 كانون الأول/ديسمبر 1965، تم اعتماد "الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري"
حيث عرفّت المادة 1 منها "التمييز العنصري": أي تمييز أو استثناء أو تقييد أو تفصيل يقوم على أساس العرق أو اللون أو النسب أو الأصل القومي أو الاثني ويستهدف أو يستتبع تعطيل أو عرقلة الاعتراف بحقوق الإنسان والحريات الأساسية أو التمتع بها أو ممارستها، علي قدم المساواة، في الميدان السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو في أي ميدان آخر من ميادين الحياة العامة.
وبموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2106 ألف (د-20) المؤرخ في 21 كانون الأول/ديسمبر 1965، تم اعتماد "الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري"
حيث عرفّت المادة 1 منها "التمييز العنصري": أي تمييز أو استثناء أو تقييد أو تفصيل يقوم على أساس العرق أو اللون أو النسب أو الأصل القومي أو الاثني ويستهدف أو يستتبع تعطيل أو عرقلة الاعتراف بحقوق الإنسان والحريات الأساسية أو التمتع بها أو ممارستها، علي قدم المساواة، في الميدان السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو في أي ميدان آخر من ميادين الحياة العامة.
وحسب المادتين 2 و 3 من تلك الاتفاقية
تعهدت كل دولة طرف بعدم إتيان أي عمل أو ممارسة من أعمال أو ممارسات التمييز
العنصري ضد الأشخاص أو جماعات الأشخاص أو المؤسسات، وبضمان تصرف جميع السلطات
العامة والمؤسسات العامة، القومية والمحلية، طبقا لهذا الالتزام، كما تعهدت بمنع
وحظر واستئصال العزل العنصري والفصل العنصري في الأقاليم الخاضعة لولايتها. اما
المادة 4 فاعتبرت كل نشر للأفكار القائمة علي التفوق العنصري أو الكراهية
العنصرية، وكل تحريض على التمييز العنصري وكل عمل من أعمال العنف أو تحريض على هذه
الأعمال يرتكب ضد أي عرق أو أية جماعة من لون أو أصل أثني آخر، وكذلك كل مساعدة
للنشاطات العنصرية، بما في ذلك تمويلها، جريمة يعاقب عليها القانون. في حين عددت
المادة 5 الحقوق الواجب توفيرها لكل إنسان دون تمييز بسبب العرق أو اللون أو الأصل
القومي، ومنها: المساواة أمام القانون، الحق في الأمن على شخصه وفي حماية الدولة
له من أي عنف أو أذى بدني، الحق في حرية الحركة والإقامة داخل حدود الدولة، الحق
في مغادرة أي بلد، بما في ذلك بلده، وفي العودة إلى بلده، الحق في الجنسية، حق
التزوج واختيار الزوج، حق التملك بمفرده أو بالاشتراك مع آخرين، حق الإرث، الحق في
حرية الفكر والعقيدة والدين، الحق في حرية الرأي والتعبير، الحق في حرية الاجتماع
السلمي وتكوين الجمعيات السلمية أو الانتماء إليها، الحق في العمل والحماية من
البطالة، الحق في السكن، حق التمتع بخدمات الصحة العامة والرعاية الطبية والضمان
الاجتماعي والخدمات الاجتماعية، الحق في دخول أي مكان أو مرفق مخصص لانتفاع سواد
الجمهور، مثل وسائل النقل والفنادق والمطاعم والمقاهي والمسارح والحدائق العامة.[5]
ختاما:
كل هذه المواد والبنود التي جاء القانون الدولي من أجل محاربة كل أنواع وأشكال العنصرية السائدة في مختلف دول العالم باختلاف حضارتها وتقدمها أو تخلفها، فإنها تبقى حبرا على الورق، ومتناقضة جملة وتفصيلا لما نعايشه ونشاهده من انتهاك لأبسط حق من حقوق الإنسان التي تنص عليها الاتفاقيات الدولية.
ختاما:
كل هذه المواد والبنود التي جاء القانون الدولي من أجل محاربة كل أنواع وأشكال العنصرية السائدة في مختلف دول العالم باختلاف حضارتها وتقدمها أو تخلفها، فإنها تبقى حبرا على الورق، ومتناقضة جملة وتفصيلا لما نعايشه ونشاهده من انتهاك لأبسط حق من حقوق الإنسان التي تنص عليها الاتفاقيات الدولية.
_____________________________________
*[1] مقتبس من مقدمة كتاب " التفرقة العنصرية " للسيد محمد عاشور صفحة 6.
*[2] بتصرف مختلف الروابط الإلكترونية في موضوع العنصرية.
*[3] نفسه.
*[4] محاربة العنصرية وإزالة الفوارق مبدأ إسلامي - صحيفة الاتحاد الالكترونية-
*[5] العنصرية في القانون الدولي للدكتور: حنا عيسى -صحيفة دنيا الوطن الالكترونية-
*[1] مقتبس من مقدمة كتاب " التفرقة العنصرية " للسيد محمد عاشور صفحة 6.
*[2] بتصرف مختلف الروابط الإلكترونية في موضوع العنصرية.
*[3] نفسه.
*[4] محاربة العنصرية وإزالة الفوارق مبدأ إسلامي - صحيفة الاتحاد الالكترونية-
*[5] العنصرية في القانون الدولي للدكتور: حنا عيسى -صحيفة دنيا الوطن الالكترونية-
Tags
مقالات