-->

تأثير المخدرات والمؤثرات العقلية على الامن الاسري في المجتمع الفلسطيني

تأثير المخدرات والمؤثرات العقلية على الامن الاسري في المجتمع الفلسطيني
تأثير المخدرات والمؤثرات العقلية على الامن الاسري في المجتمع الفلسطيني

مركز الصدى للدراسات والإعلام: الدكتور خالد طه محمد ظاهر*


ملخص الدراسة:

 

تأثير المخدرات والمؤثرات العقلية على الامن الاسري في المجتمع الفلسطيني

 

تهدف هذه الدراسة الى معرفة تأثير المخدرات على الأمن الأسري في المجتمع الفلسطيني، وتتلخص مشكلة الدراسة في السؤال الرئيس وهو " تأثير المخدرات على الامن الاسري في المجتمع الفلسطيني " وتبدو أهمية الدراسة في انها تلقي الضوء على المخدرات والامن الاسري من حيث التعريف وعرض الأسباب التي تؤدي الى انتشار المخدرات في المجتمع الفلسطيني و دور الاحتلال في العمل على القضاء على الامن الاسري من خلال أساليب شتى واهمها تشجيع تجارة و تعاطي المخدرات في المجتمع الفلسطيني، وتقسم الدراسة الى خمسة مباحث هي:

- المبحث الأول: عناصر البحث

- المبحث الثاني: تحديد المفاهيم والمصطلحات العلمية

- المبحث الثالث: الأسباب التي تؤدي الى انتشار المخدرات في المجتمع الفلسطيني

- المبحث الرابع: دور الاحتلال الإسرائيلي في انتشار المخدرات في المجتمع الفلسطيني

- المبحث الخامس: تأثير انعدام الامن الاسري على افراد المجتمع الفلسطيني

خلصت الدراسة الى مجموعة من النتائج والتوصيات، ولعل اهم نتائجها ما يلي:

الامن الاسري ضرورة اجتماعية ومسؤولية مشتركة بين جميع افراد الاسرة، انتشار تعاطي المخدرات في المجتمع الفلسطيني تعود الى أسباب خاصة وأسباب عامة، ويساهم الاحتلال الإسرائيلي في نشر أفة المخدرات بين افراد المجتمع الفلسطيني من اجل القضاء على الامن الاسري في المجتمع الفلسطيني، وان انعدام الامن الاسري في المجتمع الفلسطيني، يؤدي الى انتشار الجرائم بكافة اشكالها وانواعها.

ومن اهم التوصيات: ضرورة حشد طاقات المجتمع وتشجيعها من اجل القيام بدور اكثر فاعلية في تحقيق الامن الاسري،يجب على الجهات الرسمية حل جميع المشكلات والأسباب التي تهدد الامن الاسري، ويجب على أجهزة الدولة القيام بدورها في حماية الامن الاسري في كل جوانب الحياة، ومحاربة أفة المخدرات والتي تقود الى تدمير الامن الاسري في المجتمع الفلسطيني.

الكلمات المفتاحية: المخدرات، الامن الاسري.

 

Study summary:

Th The impact of drugs and psychotropic substances on family security in Palestinian society

This study aims to know the effect of drugs on family security in the Palestinian society، and the problem of the study is summarized in the main question، which is “the effect of drugs on family security in the Palestinian society.” The importance of the study appears in that it sheds light on drugs and family security in terms of definition and presentation of the reasons that lead to The spread of drugs in the Palestinian society and the occupation’s role in working to eliminate family security through various methods، the most important of which is encouraging drug trade and abuse in Palestinian society. The study is divided into four topics:

The first topic: Research elements

The second topic: Defining scientific concepts and terms

The third topic: the reasons that lead to the spread of drugs in the Palestinian society

The fourth topic: the role of the Israeli occupation in the spread of drugs in the Palestinian society

The fifth topic: the impact of family insecurity on members of the Palestinian society

Family security is a social necessity and a shared responsibility among all family members. The spread of drug abuse in the Palestinian society is due to private and general reasons، and the Israeli occupation contributes to spreading the scourge of drugs among the members of the Palestinian society in order to eliminate family security in the Palestinian society، and the lack of family security in Palestinian society، leads to the spread of crimes of all forms and types.

Among the most important recommendations: The need to mobilize the energies of society and encourage them in order to play a more effective role in achieving family security. Official authorities must solve all problems and causes that threaten family security، and state agencies must play their role in protecting family security in all aspects of life، and fighting the scourge. Drugs that lead to the destruction of family security in Palestinian society.

Key words: drugs، family security.

 

مقدمة:

 يتردد كثيرا في الأوساط الإعلامية مفاهيم مثل الامن الفكري والامن الوطني والامن العام، غير ان مفهوما مشابها قد يكون اهم واسبق لتلك المفاهيم خاصة وأنها تبنى وترتكز عليه، ذلك هو الامن الاسري، بما تمثله الاسرة من نواة ووحدة صغرى لقيام المجتمعات، وحيث ان امنها يعد امنا للوطن، وعدم استقرارها يعد كذلك مساسا بأمن الوطن العام.

 فالأمن الأسري شعور الأسرة بالأمان وحماية أفرادها من أي اعتداء على حياتهم وممتلكاتهم، وشعورهم بالاطمئنان وتمكينهم من ممارسة كافة حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية بأمن وأمان، ليكون لهم مكانة في المجتمع، ويُعدّ الأمن الأسري ضرورة اجتماعية ومسؤولية مشتركة بين جميع أفراد الأسرة، حتى تتجنب الأسرة انهيار منظومة القيم بين أفرادها، مما يؤدي إلى تفككها. فالمشكلات الزوجية بين الوالدين، وضعف الروابط الأسرية بين أفرادها، وما يؤول إليه من تفاعلات سلبية مستمرة، تؤدي إلى تأثيرات سلبية كبيرة على الأبناء، تظهر من خلال مشكلات نفسية وسلوكية عديدة. ولهذا يمكن اعتبار الأسرة وحدة دينامية تهدف إلى نمو الطفل نمواً اجتماعياً، من خلال التفاعل بين أفرادها مما يؤدي دوراً حيوياً في تكوين شخصية الطفل وتوجيه سلوكه. ( 1، 2 )

 فالأسرة هي المسئولة عن تكوين نمط شخصية الفرد وهو الإطار العام الذي يغطي جميع الأدوار الاجتماعية المختلفة التي يلعبها الفرد على مسرح الحياة، وهي الأساس الذي يحيط باستجابات الفرد المختلفة على مسرح الحياة، وهي الأساس الذي يحيط باستجابات الفرد المختلفة تجاه بيئته التي يعيش فيها.

ويذكر اخرون ان الاسرة مسئولة عن تكوين اخلاقيات الفرد بوجه عام، كاتجاهاته نحو الأمانة، او النزاهة او الصدق او الوفاء او بقية قيمه الأخلاقية الأخرى، فالأسرة التي تكفل المأوى الصالح للطفل، وتغذي طفولته بالأمن والطمأنينة وتبعد عنه عوامل القلق والاضطراب المبكر، وتمكنه من الحصول على المستوى الصحي اللازم، وتهيئ له الكيان الاجتماعي، وتدربه على مواجهة المعايير المتعارف عليها لسلوك الجماعة، كم تدربه على التجاوب مع المواقف الإنسانية التي تبرز العواطف الكبيرة: كالحب والخوف والغضب وتغذى منه حب الحياة في مجتمع صغير تسوده العلاقات الإنسانية البسيطة الرحيمة.(3)

 لذلك يحتل الامن الاسري مكانة بارزة بين اهتمامات المسؤولين والمفكرين في المجتمع المعاصر لاتصاله المباشر بالحياة اليومية للمواطنين بما يوفره من طمأنينة في النفوس وسلامة في التصرف والتعامل، فالاستقرار في حياة الفرد عامل ضروري لحفظ توازنه العاطفي والنفسي والاجتماعي وبالتالي يؤدي الى تعلقه بجذوره العائلية والثقافية وتقاليده مع انفتاحه على الحضارات والثقافات الأخرى.

المبحث الأول: عناصر البحث

أولا: مشكلة البحث

 ويعيش المجتمع الفلسطيني جملةً من الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية بسبب الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية ومن اهم هذه المشاكل تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات ويعد الاحتلال الإسرائيلي المستفيد الأول من تفشي هذه الآفة في النسيج الفلسطيني؛ فسعى إلى نشرها وترويجها بين أبناء الشعب الفلسطيني مركزًا على فئتي الشباب والأطفال من الجنسين مستخدما كافة الوسائل؛ بهدف إحكام السيطرة عليه وتحويله إلى مجتمع بعيد عن قيمه وتعاليم دينه ضعيف متخلف ومتخاذل مدجن ومروض هيِّن يتقبل الهوان والتحول عن قضيته الأساسية ومشروعه الوطني في التحرر وتحقيق الاستقلال.

 وكان الهدف من المساس بالأمن الاسري للعائلة الفلسطينية، تفتيت الاسرة و المجتمع الفلسطيني من خلال إغراقه بالمشكلات الحياتية وفي مقدمتها المخدرات والتي تعمل على تهميش دور الأسرة وتفريغها من دورها الاجتماعي والأخلاقي، كون الأسرة هي الحاضنة الأولى والأساسية للقيم والمعتقدات والعادات والتقاليد، وهي التي لا زالت تحافظ على ديمومة تاريخ وتراث الشعب الفلسطيني، فإذا انهارت الأسرة بقيمها ومعتقداتها سوف ينهار المجتمع، وبالتالي يسهل السيطرة والاستحواذ على المجتمع الفلسطيني وتطبيعه بقيم جديدة يصطنعها الاحتلال بنفسه، حتى لا يكون هناك شعب ينادي بوطنه فلسطين.

 

ثانيا: أهمية واشكالية الدراسة

 تنبع اهمية هذه الدراسة من خلال تسليطها الضوء على تأثير المخدرات على الامن الاسري في المجتمع الفلسطيني وعن دور الاحتلال في نسف منظومة الامن الاسري من خلال تشجيع الاتجار والتعاطي للمواد المخدرة.

الأهمية النظرية: تعد هذه الدراسة من الدراسات القليلة التي بحثت في تأثير المخدرات والتي يعمل الاحتلال الإسرائيلي بكافة وسائلة لنشرها بين الشباب للقضاء على الامن الاسري الفلسطيني، ومن اجل إثراء الجانب النظري عن مفهوم المخدرات و الأمن الأسري في المجتمع الفلسطيني، خاصة أن هذا المفهوم بحاجة إلى مزيد من البحث والاستفاضة في مجتمعنا الذي يزخر بالتحديات والمعوقات.

الأهمية التطبيقية: تعد هذه الدراسة مدخلاً لدراسات وأبحاث أخرى للتعمق في موضوع المخدرات والأمن الأسري في المجتمع الفلسطيني ودور الاحتلال في القضاء على الامن الاسري بكافة الوسائل والأساليب ومع متغيرات أخرى.

وقد تحددت مشكلة الدراسة بالإجابة عن التساؤل الرئيسي الاتي:

ما هو تأثير المخدرات على الامن الاسري في المجتمع الفلسطيني؟

وقد تفرع من السؤال الرئيسي الأسئلة الفرعية الاتية:

ما هي المخدرات؟

ما هو مفهوم الامن الاسري؟

ماهي الأسباب التي تؤدي الى انتشار المخدرات في المجتمع الفلسطيني؟

ما هو دور الاحتلال الإسرائيلي في المساس بالأمن الاسري للعائلة الفلسطينية من خلال إغراقه بالمشكلات الحياتية وفي مقدمتها المخدرات؟

ما تأثير انعدام الامن الاسري على افراد المجتمع الفلسطيني؟

ثالثا: اهداف الدراسة

هدفت الدراسة الى الكشف عن تأثير المخدرات على الامن الاسري في المجتمع الفلسطيني، ويندرج تحت هذا الهدف الأهداف الفرعية الاتية:

التعرف على المخدرات

التعرف على الامن الاسري

التعرف على الأسباب التي تؤدي الى انتشار المخدرات في المجتمع الفلسطيني

التعرف على دور الاحتلال في المساس بالأمن الاسري الفلسطيني من خلال اغراقه بالمخدرات

التعرف على تأثير انعدام الامن الاسري على المجتمع الفلسطيني

منهجية: هذه دراسة وصفية يتمثل الدافع الأساسي لإجرائها في محاولة الاسهام في بلورة تصور أكثر عمقا في دور الاحتلال من خلال المخدرات على الامن الاسري في المجتمع الفلسطيني. ولذا فان الباحث اتبع المنهج الوصفي، نظرا لملاءمته لأغراض الدراسة.

المبحث الثاني: تحديد المفاهيم والمصطلحات العلمية

1- المخدرات

للمخدرات تعريفان

التعريف العلمي: تعرف المخدرات بانها مادة كيميائية تسبب النعاس والنوم او غياب الوعي المصحوب بتسكين الألم، ولذلك لا تعد المنشطات ولا عقاقير الهلوسة مخدر وفق التعريف العلمي. (4)

التعريف القانوني للمخدرات: عرفت على انها مجموعة من المواد التي تسبب الإدمان وتسمم الجهاز العصبي ويحظر تداولها او زراعتها او صنعها الا لأغراض يحددها القانون ولا تستعمل الا بواسطة من يرخص له بذلك. (5)

المفهوم الاجتماعي للمخدرات: فتعرف بانها كل مادة خام او مستحضرة تحتوي على مواد منبهه او مسكنه من شانها اذا استخدمت في غير الأغراض الطبية والصناعية الموجهة ان تؤدي الى حالة من التعود او الإدمان عليها مما يضر بالفرد والمجتمع جسميا ونفسيا واجتماعيا. (6)

التعريف الاجرائي للمخدرات: هي المواد التي تسبب لمتعاطيها انفعالات جانحة وتصرفات تؤذي النفس البشرية سواء على المتعاطي او انعكاسها على الاخرين فتؤدي به الى السلوك المنحرف والجريمة التي يسلكها لغرض الحصول على الأموال بطرق غير مشروعة للحصول على تلك السموم. (6)

2- الامن الاسري

الامن: يعني اقصاء الخوف والقلق وتوفير السلامة والطمأنينة

وعرفه اخرون بانه الشعور بالطمأنينة الذي يتحقق من خلال رعاية الفرد والجماعة ووقايتها من الخروج على قواعد الضبط الاجتماعي من خلال ممارسة الدور الوقائي والقمعي والعلاجي الكفيل بتحقيق هذه المشاعر. (7)

الامن اجرائيا: يعرف على انه تظافر الجهود والتكافل الاجتماعي لسلامة المجتمع بالاستفادة من كل الطاقات الاجتماعية والأجهزة والشخصيات والمؤسسات والاسر والافراد وتوظيفها لسلامة وامن المجتمع بكل فئاته.

الامن الاسري: شعور الاسرة بالأمان وحماية افرادها من أي اعتداء على حياتهم وممتلكاتهم وشعورهم بالاطمئنان وتمكينهم من ممارسة كافة حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية بأمن وامان ليكون لهم مكانة في المجتمع. (8)

المبحث الثالث: الأسباب التي تؤدي الى انتشار المخدرات في المجتمع الفلسطيني

وعلى الرغم من ان المجتمع الفلسطيني كباقي المجتمعات العربية الأخرى يتأثر ويؤثر فيها، كما يتأثر بمجريات الاحداث العالمية على كافة المستويات السلبية منها والايجابية، الا انه هناك ما يميزه عن باقي المجتمعات العالمية والعربية على حد سواء، مما يجعل من تجاوبه مع تلك الاحداث والمجريات يختلف في الطريقة والأسلوب والكيفية التي يتأثر بها وكذلك درجة ذلك التأثر، وقد كتب المقدم ظافر صلاح من إدارة مكافحة المخدرات في الشرطة الفلسطينية عن اهم الأسباب التي تميز المجتمع الفلسطيني عن غيره من المجتمعات الأخرى ( 9)، ما يلي:

1- وجود الاحتلال على معظم الأراضي الفلسطينية والسيطرة التامة عليها، وتحكمه بكافة مجالات الحياة في المجتمع الفلسطيني الاقتصادية والاجتماعية والثقافية..... الخ

2- حداثة تشكيل السلطة الوطنية الفلسطينية ومؤسساتها وأجهزتها الأمنية، مقارنة بدول الجوار وبدولة الكيان الصهيوني، مع الاخذ بعين الاعتبار حالات الهبوط التي تعرضت لها السلطة الوطنية الفلسطينية وأجهزتها الأمنية بين الحين والأخر بسبب ممارسات دولة الاحتلال.

3- وجود ثقافات غربية متعددة في الجنسيات الإسرائيلية القادمة من دول أوروبية وغربية مختلفة، واختلاطها بالثقافة الفلسطينية وتأثيرها فيها مما أدى الى اختلاف واختلال المعايير الثقافية والاجتماعية في المجتمع الفلسطيني وقد لاحظنا ذلك في الفترة التي سبقت الانتفاضة الفلسطينية الأولى قبل عام 1987 وانخراط المجتمع الفلسطيني في المجتمع الإسرائيلي بشكل كبير وخاصة فئة الشباب

كل تلك الأسباب وغيرها أدى الى انحدار المجتمع الفلسطيني نحو الجريمة بكافة اشكالها وخاصة جريمة المخدرات تعاطيا وترويجا وتجارة.

وقد تعددت الأسباب التي تدفع الشباب الفلسطيني الى التعامل بالمخدرات بشتى الاشكال، ويمكن تقسيم تلك الأسباب الى قسمين رئيسين أولهما الأسباب الخاصة المتعلقة بالمجتمع الفلسطيني بشكل خاص ومنفرد ولا تشاركه فيها حضارات او مجتمعات أخرى، وثانيهما الأسباب العامة التي تشترك فيها كافة المجتمعات على حد سواء.

المطلب الأول: العوامل والأسباب الخاصة لانتشار المخدرات في فلسطين

ان المجتمع الفلسطيني ينفرد بمجموعة من العوامل والأسباب والتي تعتبر ذات اثر بالغ في انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات ( 9 ) ومن أهمها:

1- يشكل العمل في المناطق الإسرائيلية والمستوطنات السبب الأكبر لدفع الشباب الفلسطيني لتعاطي المخدرات وهذا ما تؤكده الاحصائيات، حيث ان نصف المضبوطين هم من العمال.

2-عدم قدرة السلطة الوطنية الفلسطينية السيطرة على المعابر والحدود الداخلية والخارجية بسبب سيطرة قوات الاحتلال عليها والتحكم فيها وعد قدرتها على العمل في مناطق التماس.

3-عدم قدرة الأجهزة الأمنية الفلسطينية على تغطية كافة المناطق الريفية والمصنفة ضمن مناطق ( ج ) بسبب الحاجة الى التنسيق الأمني مع الطرف الاخر الذي غالبا ما يقابل بالرفض او التاخير

4-قيام قوات الاحتلال بمهاجمة المناطق في محاولة منها لاضعاف سيطرة الأجهزة الأمنية الفلسطينية عليها، مما يشكل فرصة سانحة لتجار المخدرات للتحرك بحرية

5-عدم تنبه كافة المؤسسات الحكوميه والاهليه لأهمية الإجراءات الوقائيه من المخدرات

6-عدم توفر خدمات علاجيه حكوميه مجانيه لحالات تعاطي وادمان المخدرات للتخلص من هذا الوباء

7-لغاية نهاية عام 2015 لم يكن القانون الفلسطيني بشان المخدرات والمؤثرات العقليه قد خرج الى النور وكانت القوانين غير رادعه

8-ظهور المخدرات الكيميائيه والمصنعه محليا بأسماء متعدده ورخص اثمانها حيث ان بعضها لايحتاج اكثرمن ثلاثين شيقل للكيس الواحد

9-أساليب الترويج للمخدرات الاصطناعيه والتي تحتوي على خداع كبير لدفع الشباب الى تعاطيها

10-فتح الأسواق الفلسطينيه امام حملة الهويه الاسرائيليه وقيام عدد من هؤلاء بتهريب المخدرات الى مناطق السلطه بالتعاون مع تجار ومروجين من المحافظات الفلسطينيه وبكميات تجاريه

11-اختلاف النظم القانونية المتبعة في التصدي لمشكلة المخدرات بين مناطق السلطة الفلسطينية والمناطق التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية واعتقاد البعض بسماح القوانين الإسرائيلية لكميات التعطي من المخدرات

 

12 - كان للتاجيل المتكرر للبت في الاحكام القضائيه في قضايا تعاطي وترويج وتجارة المخدرات الناتج عن الإجراءات في القرار العسكري 588 لسنة 1975م دور في تمادي عدد كبير منهم في ممارسة جريمة المخدرات حيث ان عملية تأجيل الاحكام القضائيه كان يصل في عدد كبير من القضايا الى اكثر من سبع وثماني وحتى عشرة سنوات ويتم القبض على المتهمين في تلك القضايا متلبسين في جرائم مخدرات أخرى ويتم الافراج عنهم بكفاله في كل مره مماشكل حافزا لمثل هؤلاء لتكرار جريمه المخدرات ودفع الغير الى ارتكابها

13 - ضعف الإمكانيات المتوفره لدى مكافحة المخدرات سواء الإمكانيات اللوجستيه او الإمكانيات البشريه وهو الذي يسهم في الحد من ملاحقة تجار المخدرات والكشف عن المزروعات والمستنبتات والمعامل ووسائل النقل والاخفاء وكل ذلك بحاجه الى الموارد ماليه كبيره والى قوى بشريه بمهارات وخبرات على مستوى يمكنهم من التصدي للمخدرات وتجفيف تلك المنابع انطلاقا من الواجب الوطني والديني

14 - طريقة الانكار وعدم الاعتراف بوجود مشكله التي يتعامل بها المجتمع الفلسطيني تجاه المخدرات وطريقة اعتبار المتعاطين مجرمين وليسو ضحايا ومرضى.

بالإضافة الى عدم توفر فرص عمل كافية، أو للاكتظاظ السكاني، أو في المناطق المحرومة والفقيرة، أو نتيجة تفشي البطالة، ومصاحبة رفاق السوء، أو تدني المستوى الصحي والمعيشي والتعليمي كمحاور أساسية لتشجيع الانحراف.( 10 )

المطلب الثاني: الأسباب العامة لانتشار و تعاطي المخدرات في فلسطين

اصبحت المخدرات في العصر الحديث مرضا خطيرا وافة اجتماعية تحصد بالمجتمعات وتقتل الروح الإنسانية قبل الجسد وتسري في المجتمعات كما تسري النار بالهشيم، وقد ذكرنا الأسباب الخاصة التي يتميز بها المجتمع الفلسطيني والتي تساهم في انتشار المخدرات في نسيجه وسوف نعدد هنا، الأسباب العامة والتي تساهم بشكل كبير في انتشار وتعاطي المخدرات بين أطياف المجتمع الفلسطيني ( 11 )ومن أهمها:

الأسباب الاجتماعية: تلعب الظروف والمتغيرات الاجتماعية التي تحيط بالفرد منذ نشأته داخل الأسرة دورًا بارزًا في التأثير عله بطريقة أو بأخرى سواء إيجابًا أو سلبًا؛ إذ تعدُّ الأسرة المتماسكة صمام أمان ضامن للفرد ونشأته وعدم انحرافه مستقبلًا؛ في حين تعتبر الأسرة المفككة عامل هدم في شخصية الفرد، وينعكس عليه في الأغلب خلال نشأته؛ ما يفقده الأساس الاجتماعي المتماسك والسوي الذي يعول عليه مستقبلًا؛ فتتهيأ الظروف التي تقوده إلى الانحراف؛ وبالتالي إلى تعاطي المخدرات إذا توفر مصدرها.

كما يلعب المجتمع الأوسع، سواء الشارع أو المدرسة أو العمل وغيره، والذي يعتبر المؤسسة الثانية بعد الأسرة دورًا إضافيًا في التأثير على شخصيته إيجابًا أو سلبًا.

ولوسائل الإعلام والاتصال المتنوعة المتعددة دور عظيم في هذا لمجال؛ إذ أصبحت جزءًا أصيلًا من حياة الفرد- دورًا في التأثير على سلوكه المنحرف والمنقاد تجاه تعاطي المخدرات والترويج لها أو المتاجرة بها أو زراعتها.

الأسباب الاقتصادية: وتعتبر من الأسباب الأساسية في انتشار ظاهرة المخدرات وبكافة أشكالها، ويساهم في ذلك ما يمر به المجتمع الفلسطيني من وضع اقتصادي متردٍّ؛ إذ يلجا بعض الأفراد بالتفكير في وسائل وطرق إضافية للوصول إلى الثروة والربح السريع؛ وفي بعض الأحيان من أجل توفير لقمة العيش. وتساهم إسرائيل عبر سياساتها في إضعاف الاقتصاد الفلسطيني عبر الحصار والقيود التي تفرضها على العمل داخل الخط الأخضر؛ فتجعل منه اقتصادًا ضعيفًا وتابعًا لاقتصادها.

الأسباب الصحية: يلجا بعض الإفراد الذين يعانون من مشاكل صحية إلى وسائل غير تقليدية للتخلص من آلامهم والهروب من الواقع النفسي الذي يعيشونه. وبسبب استخدامهم المخدرات وبشكل مستمر يجعلهم مرضى مدمنين عليها ولا يستطيعون التخلص من أثارها بسهولة.

المبحث الرابع: دور الاحتلال الإسرائيلي في انتشار المخدرات في المجتمع الفلسطيني

يعمد الاحتلال الإسرائيلي إلى استخدام كافة الأساليب المتاحة التي من شأنها تدمير وتفتيت المجتمع الفلسطيني ومن بين هذه الأساليب إغراق الشارع الفلسطيني بالمخدرات بأشكالها وأنواعها المتعددة، من خلال ترحيل داء المخدرات إلى مناطق الضفة الغربية وتسهيل ترويجها والاتجار بها، واستنباتها، وزراعتها، وتصنيعها؛ فإسرائيل داعمة أساسية وحاضنة لهذه الآفة ومروجيها؛ بهدف إسقاط وتدمير عنصر الشباب، وجره إلى عالم الجريمة بكافة أشكالها؛ وبالتالي سهولة السيطرة على المجتمع الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال؛ هذا بالإضافة تحقيق المكاسب المالية الطائلة التي تجنيها من هذا الباب؛ فإسرائيل تعدُّ من أكثر الدول المنتجة للمخدرات إقليميًا.

الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينيه وما يمارسه من إجراءات بهدف كبح كافة الجهود الراميه الى الحد من انتشار المخدرات مثل حماية تجار ومروجي المخدرات والسماح لهم بممارسة هذا النشاط الاجرامي بالقرب من الحواجز الإسرائيلية ونقاط التفتيش ومناطق التماس وبالقرب من بعض المستوطنات.

اتباع إسرائيل لسياسة غض البصر وعدم محاسبة من يتاجر بالمخدرات او يوزعها في القدس العربية وضواحيها وذلك بهدف تدمير المجتمع الفلسطيني في القدس واغراقه بالمخدرات ولفت النظر عما يجري من تهويد القدس والمقدسات التي فيها وعن كافة الانتهاكات والممارسات الإسرائيلية بحق المواطنين الفلسطينين في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة وحتى عند محاولة الأهالي وبعض الأشخاص التصدي لتجار ومروجي المخدرات في القدس فيتم اتخاذ كافة الإجراءات العقابية بحقهم مثل الحبس وبتهم متعدده (12).

المبحث الخامس: تاثير انعدام الامن الاسري على افراد المجتمع الفلسطيني

ان أساليب القهر النفسي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي، التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي أدت الى انتشار الاتجار والتعاطي للمواد المخدرة وهذا بدوره أدى الى تدهور الامن الاسري في المجتمع وتبعه مجموعة من النتائج السلبية وكان أهمها ارتفاع نسبة العنف الأُسري في المجتمع الفلسطيني نتيجة الظروف السيئة التي فرضها الاحتلال الصهيوني، حيث وأصبحت هذه الظاهرة تشكل تهديداً خطيراً على الأجيال القادمة، وهو يتطلب مسؤولية تقع على عاتق صناع القرار والسياسيين والمفكرين والعلماء ورجال الدين ووسائل الإعلام، للمساهمة الجادة في توعية وتوجيه الناس للحد من أشكال العنف من أجل بناء جيل صاعد قادر على العطاء ويتمتع بدرجة عالية من التوافق والصحة النفسية. (13)

يعد العنف أحد المشكلات الخطيرة التي تعاني منها الأسرة التي أصبحت تتسم بالتناقض الظاهري، وذلك لأن العنف أصبح أمراً شائعاً داخل تلك الجماعة الاجتماعية التي من المفترض أن تكون مبنية على الحب والمودة والتراحم.

تتعدد أنواع العنف على النحو التالي:

- العنف الواقع على الزوجة.

- العنف الواقع على الأطفال.

- العنف الواقع على الزوج.

- العنف الواقع بين الأخوة.

- العنف الواقع على كبار السن.

العنف الأسري تتعدد أشكاله فقد يكون جسدياً وقد يكون معنوياً، العنف الجسدي باستخدام آلة حادة أو الأيدي أو أي أداة أخرى...الخ. أما المعنوي يكون بالشتم و الاهانة بالتوبيخ....الخ.

يتمثل سلوك العنف ضد المرأة في الصفع على الوجه أو الدفع أو الضرب أو التهديد بالقتل. كذلك العنف الأسري ضد الأطفال سواء جسدياً، أو نفسياً، فإيذاء الطفل بشكل مقصود يعتبر تعنيفاً للطفل سواء بضربه باليد أو باستخدام أداة أو سبه وشتمه وتوبيخه وإهماله. كذلك العنف الأُسري الموجه لكبار السن (الوالدين) سواء بإهمالهم، وضربهم وعدم الاستماع لهم وعدم رعايتهم الصحية ومنعهم من الذهاب للطبيب وتقديم العلاج لهم...الخ. كما يعتبر العنف الجنسي الذي يتمثل في حالات الاغتصاب الزوجي أي إكراه الزوجة على المعاشرة الزوجية دون رغبتها، وحالات زنا المحارم أو ارتكاب الفحشاء بهم من أنواع العنف، إلى جانب التعرض للأطفال والتحرش بهم جنسياً من قبل الوالدين أو الأخوة الكبار بسبب صغرهم وسذاجتهم... ليس هذا فحسب بل يعتبر أيضا العنف اللفظي الشديد يزيد من احتمالات العنف الجسدي والعكس صحيح. (13)

بالإضافة الى ضعف الوازع الديني وارتكاب الجرائم كالقتل، ويؤدي لنشوء عقد نفسية وحالات مرضية وتفكك للروابط الأسرية، وضعف الثقة بالنفس وعدم الشعور بالأمان وعدم التوافق والتفاهم بين أفراد الأسرة. فالأمن النفسي يتحقق لدى أفراد الأسرة من خلال الشعور بالحب بين الآخرين فيشعر بالأمن والأمان.

لقد توصل الباحث الى مجموعة من النتائج والتوصيات من خلال البحث، ومن اهم هذه النتائج مايلي:

1- الامن الاسري ضرورة اجتماعية ومسؤولية مشتركة بين جميع افراد الاسرة.

2- انتشار تعاطي المخدرات في المجتمع الفلسطيني تعود الى أسباب خاصة وأسباب عامة.

 3- يساهم الاحتلال الإسرائيلي في نشر أفة المخدرات بين افراد المجتمع الفلسطيني من اجل القضاء على الامن الاسري في المجتمع الفلسطيني

4- انعدام الامن الاسري في المجتمع الفلسطيني، يؤدي الى انتشار العنف والجرائم بكافة اشكالها وانواعها.

 -5ان المشاكل التي يعاني منها المجتمع الفلسطيني الاجتماعية والنفسية سببها بالدرجة الأولى انعدام الامن الاسري.

 

ومن خلال النتائج السابقة، يوصي الباحث بمجموعة من التوصيات، ومن أهمها ما يلي:

1- ضرورة حشد طاقات المجتمع وتشجيعها من اجل القيام بدور أكثر فاعلية في تحقيق الامن الاسري

2- يجب على الجهات الرسمية حل جميع المشكلات والأسباب التي تهدد الامن الاسري

 3- يجب على أجهزة الدولة القيام بدورها في حماية الامن الاسري في كل جوانب الحياة.

4- يجب على الجميع محاربة آفة المخدرات والتي تقود الى تدمير الامن الاسري في المجتمع الفلسطيني.

 

 المراجع:

1- سامية ابريعيم(2011). أساليب معاملة الأب كما يدركها الأبناء وعلاقتها بالشعور بالأمن النفسي لدى عينة من طلاب المرحلة الثانوية في مدينة تبسة، مجلة جامعة النجاح للأبحاث( العلوم الإنسانية)، 25(7)، 1785. 1816-.

2- سامية صوشي (2017). المساندة الأسرية وعلاقتها بالصحة النفسية لدى عينة من مرضى القصور الكلوي، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة محمد بوضياف، المسيلة.

3- بطرس حافظ (2008)، التكيف والصحة النفسية، ط (1)، دار المسيرة للنشر والتوزيع: الأردن.

4- عليوي، معاذ. تعاطي المخدرات: الاثار الاجتماعية والاقتصادية لتعاطي المخدرات. حروف منثوره للنشر الالكتروني، الطبعة الأولى، 2016م.( https://horofpdf.wixsite.com/ebook/single-post/2016/05/31 )

5- عماره،هاني عبد القادر.السموم والمخدرات بين العلم والخيال –عمان: دار زهران،2012

6- د.حامد زهران، علم النفس الاجتماعي، ط2، مكتب الخانجي، القاهرة، 1977.

7- حكيمة حمودة، وأحمد فاضلي، ورشيد مسيلي(2011). أهمية المساندة الاجتماعية في تحقيق التوافق النفسي الاجتماعي لدى الشباب البطال، مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية،2)) جوان، 1-38.

8- حيلان الحارثي( 2003). أثر العوامل الاجتماعية في انحراف الأحداث من وجهة نظر الأحداث المنحرفين، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض.

9- ظافر صلاح ( 2016 ) أسباب تعاطي المخدرات والمخاطر الناجمة عن ذلك على الفرد والمجتمع والوطن، جامعة النجاح الوطنية،المؤتمر العلمي الدولي السنوي السادس لكلية الشريعة.

10 – لخضر معاشو ( 2016 ) تعاطي المخدرات: الأسباب والاثار وطرق الوقاية والعلاج منه، جامعة النجاح الوطنية، المؤتمر العلمي الدولي السنوي السادس لكلية الشريعة.

11- تحرير شكري عبد الحميد حماد ( 2016 ) أسباب تعاطي المخدرات في المجتمع الفلسطيني، جامعة النجاح الوطنية، المؤتمر العلمي الدولي السنوي السادس لكلية الشريعة.

12- خالد طه محمد ظاهر ( 2021 ) اشهر أنواع المخدرات والمؤثرات العقلية في فلسطين وأسباب انتشارها والابعاد والاثار المترتبة على تعاطيها، مجلة جامعة الاستقلال للأبحاث – مجلة علمية محكمة. ( البحث قيد النشر ).

13- غادة حجازي (2014 ) ظاهرة العنف الاسري في المجتمع الفلسطيني – منظمة التحرير الفلسطينية – دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني ( http://ppc-plo.ps/ar/news- ).

 

 

 * استاذ مساعد كلية القانون والعلوم الجنائية – قسم العلوم الجنائية  

جامعة الاستقلال (الاكاديمية الفلسطينية للعلوم الامنية) – اريحا – فلسطين

Dr.khaled71@pass.ps

0599365104



أحدث أقدم