-->

سؤال القيم والإنسان في السياق المعاصر موضوع الدرس الافتتاحي للموسم العلمي 2022




مركز الصدى للدراسات والإعلام: ذة. وداد أوحدهم

نظم مركز الصدى للدراسات والإعلام درسا افتتاحيا برسم الموسم العلمي 2022 في موضوع: "سؤال القيم والإنسان في السياق المعاصر"، أطره الدكتور شهيد الحسان –أستاذ التعليم العالي بكلية أصول الدين ب تطوان، والمدير المسؤول عن سلسلة كتاب قضايا مقاصدية الصادرة عن جمعية البحث في الفكر المقاصدي بالمغرب وأيضا يشغل منصب الكاتب العام بهذه الجمعية؛ له عدة مؤلفات نذكر على سبيل المثال لا الحصر: منهج الاستدلال الشرعي في مدونة الامام مالك/ التكامل المعرفي بين العلوم: دراسة في التاريخ والمنهج/ نظرية التجديد الأصولي من الإشكال إلى التحرير..... - وذلك يوم الثلاثاء 12 شعبان 1443/15 مارس 2022، على الساعة التاسعة ليلا؛ على منصة: GOOGLE MEET.

قام بتسيير اللقاء العلمي التكويني، الأستاذ محمد ليلي رئيس مركز الصدى للدراسات والإعلام، والذي رحب بداية بالحضور الكريم وقدم ورقة تعريفية عن الأستاذ المحاضر قبل ان يناوله الكلمة والذي بدوره تقدم بشكر مؤسسة الصدى والمسير الأستاذ محمد ليلي الدعوة للمشاركة في هذا اللقاء.

استهل محاضرته بوضعه لخطة عمل متقنة وهي تقسيم المحاضرة إلى محاور وهي كالتالي: المحور الأول: إشكالية القيم وعلاقته بطبيعة الإنسان، المحور الثاني: القيم والتثاقف الحضاري، المحور الثالث: تحديات القيم في السياق المعاصر، والمحور الرابع والأخير: ما سبيل إنقاذ سفينة القيم؟

حيث شرع بعد التقسيم أعلاه في تفسير الزوايا المعاصرة لقضية القيم، ويمكن حصر هذه الاتجاهات في ثلاث مقاربات: المقاربة التاريخية، المقاربة النقدية الفلسفية، المقاربة العملية التطبيقية.

بعد ذلك انتقل للحديث عن المحور الأول المعنون ب: إشكالية القيم وعلاقته بطبيعة الإنسان؛ فالحديث عن القيم الانسانية وقيمتها وأهميتها، لا ينبغي فصله عن ضرورة التمثل التاريخي للإنسان، وذلك لأمرين: القيم تمس الوجود الإنساني، وبحث موضوع القيم هو بحث في الإنسان أساسا.

وهناك أربع آفات تتعلق بمكونات القيمة (الفطرة، الجمال، الحق، الجهد)، وتتعلق بمكونات الانسان التي تتمثل في (الروح، الجسد، النفس، العقل) وهي:

ü                     آفة طغيان البعد المادي الشهواني على الروحي

ü                     آفة طغيان البعد الظاهري على الجوهر النفسي

ü                     آفة طغيان البعد التقني على العملي والجهدي

ü                     آفة طغيان البعد الاستعمالي على البعد الذهني والعقلي

لينتقل للحديث في المحور الثاني المعنون ب "القيم والتثاقف الحضاري" عن تمظهرات  التدافع القيمي بين الثقافات التي لم تخرج عن أشكال تقليدية وصور بدائية؛ في الوقت المعاصر تعقدت فيه أوجه الصراع والتدافع بتعقد المستجدات الحضارية، وآليات التواصل من إعلام وتقنية وعلم...

أما في المحور الثالث المعنون ب "تحديات القيم في سياق المعاصر" فقد تطرق للحديث عن  آخر ما ابتدعه الانسان المعاصر وهو: مشروع العولمة خاصة فيما يتعلق بالاقتصاد.

فجزم أن العولمة هي احدى أشكال التعارف والتثاقف والتدافع الحضري مهما كانت تجلياته سلمية أم حربية... ومن أهم مداخل هذا المشروع أربعة مداخل: مدخل العلم، مدخل المال، مدخل الإعلام، مدخل القوة.

في حين أقر في المحور الأخير المعنون بــ" ما سبيل إنقاذ سفينة القيم؟"، أن الدين التوحيدي بما يحمله من قيم وأخلاق كونية وانسانية هو المؤهل لخوض غمار سد هذا الفراغ القيمي الإنساني؛ لذلك يستوجب النظر القيمي المعاصر الاستناد إلى منطلقات أساسية في الواقع وهي منطلقات أصبحت مسلمات قد تسهم في فتح قيمي معاصر ويتعلق الأمر أولا بمنطلق الاشتراك الكوني، ثانيا بمنطلق استحالة السيادة المطلقة، ثالثا بمنطلق الحق في الوجود.

ليختم محاضرته بعبارات عميقة تصور لنا الواقع الذي نعيشه، قائلا: " فالإنسان المعاصر أحوج من أي وقت مضى إلى من ينقذ سفينة هذا المسار التي تبحر وسط كتل من الأمواج المغرية والمتلاطمة حتى تستوي ناجية على شاطئ الجندي؛ ويتـأهب هذا الإنسان للأخذ على أيدي الذين لا يعرفون غير سبيل الخرق لضمان بقاءهم على سلم السيادة والعلو والاستكبار".


التسجيل الكامل لمداخلة الدكتور الحسان شهيد


أحدث أقدم