-->

مركز الصدى للدراسات والإعلام يصدر كتاب جماعي يقارب "المعرفة والمجتمع بعد جائحة كورونا"


يقدم هذا الكتاب الجماعي عبر مجموع صفحاته نظرة عامة وشاملة عن الثابت والمتغير في المجتمع والمعرفة بعد جائحة كورونا، مستهدفا الإجابة عن سؤال محوري غاية في الأهمية، مُصاغ على النحو الآتي: كيف سيكون شكل العالم بعد جائحة كورونا على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي والتعليمي؟ ويحاول المؤلفون الإجابة عليه في ثماني دراسات متضمنة في أربعة محاور رئيسة تشكل متن الكتاب. ففي المحور الأول (التعليم وسؤال الرقمنة بعد جائحة كورونا)، تطرقت مقالة الدكتور محمد الطحناوي لرهان الرقمنة في التعليم المغربي (الإكراهات وواقع الحال في ظل جائحة كورونا). وقارب فيه الباحث فتاح جلول موضوع: التعليم عن بعد في المغرب (خيار استراتيجي أم تدبير أزمة)، فيما اهتمت مادة الأستاذ عبد الرحمان الإدريسي للإحاطة بموضوع: أزمة كورونا، ورهان تحقيق براديغم تربوي رقمي مغربي.

وفي سياق متصل ينتقل الكتاب للمحور الثاني (الابتكار في مواجهة الأزمات الوبائية)، فيكشف فيه د.مصطفى فاتيحي عن: فلسفة الحقوق في التصور الإسلامي، وأثرها في استنباط أحكام القضايا المستجدة (جائحة كورونا نموذجا).

أما المحور الثالث (الإعلام وأثره في التصدي لجائحة كورونا)، فقد بسط فيه الباحث عمر أمـدي حديثه عن: الإعلام المغربي في مواجهة جائحة كوفيد-19(صعوبة التحدي واستراتيجية التصدي). فيما ناقش الباحث عزيز أوسو في مجمل موضوعه: دور الإعلام العربي في تدبير جائحة كورونا.

وفي المحور الرابع والأخير (الآثار الاقتصادية لجائحة كورونا)، فقد تتبعت فيه الباحثة شريفة كلاع آثار جائحة كورونا على القوة الاقتصادية الأمريكية. وختاما عرض الباحث عبد اللطيف اسبيرتو في مقاله: انعكاسات فيروس كورونا على النظام العالمي (بين العولمة والحمائية).

لا شك أن العالم بأسره يواجه بعيد تفشي فيروس كورونا، وتزايد أعداد الإصابات والوفيات، مجموعة من التحديات الصحية والاجتماعية والاقتصادية، وللحد من الآثار السلبية لهذه الجائحة، وتجاوز تداعياتها، والتغييرات العميقة التي  أحدثتها، عملت أغلب الدول بالموازاة مع تفعيل حالة الطوارئ الصحية، وتقييد حرية التنقل، إلى سن سياسات اجتماعية تضامنية، وخلق برامج ومنح لتشجيع البحث العلمي والابتكار، والاستثمار في المعرفة والتكنولوجيا، بعدما أصبح تشكل المعرفة رافدا حيويا لاقتصادات الدول الحديثة القائمة على مفهوم مجتمع المعلومات الرقمية، كما أجبرت الحالة الوبائية غالب الدول لتبني خيار الرقمنة، واستخدام التقنيات الحديثة،  سواء في العمل أو التعليم والتكوين.

هكذا رفعت جل الدول التأثيرات المضرة على الصحة العامة، إلا أن جميع المؤشرات تؤكد استمرارية الأزمتين السياسية والاقتصادية لوقت طويل، ولتجاوز هذا الوضع، فقد رُصدت اعتمادات مالية مهمة، لتحقيق الإقلاع الاقتصادي، عبر دعم الاقتصاد وتنشيطه، وتوفير اللقاحات اللازمة، فضلا عن تحمُل تكاليف تأهيل الآليات والوسائل الصحية بإقامة عدة مستشفيات مدنية وعسكرية ميدانية، نظرا لعجز الأنظمة الصحية القائمة على التعامل الفوري والاحتوائي مع تداعيات الجائحة.

يأمل مركز الصدى للدراسات والإعلام من وراء هذا الاستكتاب الجماعي، توفير مرجع علمي إلكتروني يتم من خلاله تجميع نخبة من الدراسات العلمية الراصدة لتداعيات هذا الوباء على النظام العالمي، بالوقوف عند التحولات والتفاعلات وأشكال التعايش الجديدة، وتقييم آثار هذه الجائحة وانعكاساتها في ضوء الإنفاق الحكومي الإضافي، وأزمة المديونية والرهونات، والكشف عن أهم عواملها الجيوسياسية، واستشراف آفاق جديدة لمرحلة ما بعد كورونا، المتمثلة أساسا في تحفيز البحث العلمي، والتوجه نحو إنتاج المعرفة، وتطوير التواصل في مجالات المجتمع والسياسة والإعلام.

ويغتنم مركز الصدى للدراسات والإعلام هذه المناسبة ليتقدم بأسمى عبارات الشكر والامتنان، لكافة المساهمين من السادة الأساتذة والباحثين والباحثات بمختلف الجامعات والمراكز البحثية، الذين أسهموا بمقالاتهم العلمية القيمة في إثراء موضوع الكتاب، وأضاءوا جوانب مهمة في موضوعه وإشكالاته (الإعلام، التعليم، السياسة، الاقتصاد، القانون والشريعة).

كما يتوجه المركز بالشكر الجزيل إلى أعضاء اللجنة العلمية لتفضلهم بانتقاء المقالات وتحكيمها.

وفي الختام، نهنئ السادة أعضاء مركز الصدى للدراسات والإعلام، والسادة الأساتذة والباحثين المشاركين، بميلاد هذا المؤلف الجماعي المحكم، الذي سينال بكل تأكيد اهتمام الباحثين.


تحميل الكتاب


أحدث أقدم