سعيا منه إلى العمل على الاسهام في التنمية الثقافية و العلمية من
أجل بلورة تفكير حول دور العمل الإعلامي و أهميته في المجتمع و في محيطه الإقليمي
و الدولي، نظم مركز صدى للدراسات و الإعلام بالعروي بمناسبة افتتاح موسمه العلمي
الجديد ندورة تحت عنوان “تـدريـس الأمـازيغية واقـع و آفـاق” من إلقـاء الدكتور
عبد الله أزواغ، يوم السبت 18 نونبر 2017 بالمركب الاجتماعي العروي.
و قبل بداية
الندوة تقدم السيد منعم مناني بكلمة ترحيبية بجميع الحاضرين و كذا رحب بالأستاذ
المحاضر على قبول دعوة المركز، و قدم نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية للأستاذ عبد
الله ازواغ الحاصل على عدة دكتورات في مختلف المجالات الأدبية.
استهل
المحاضر مداخلته بالحديث عن الواقع المر الذي تعيشه اللغة الأمازيغية بصفة عامة و
ركز على العراقيل التي تتعرض له هذه الأخيرة في مجال التعليم و اقتصار المسؤولين
على برمجتها في المستوى الابتدائي فقط، و أعطى أمثلة على ذلك كذكره للمشاكل التي
تعرفها مديرية التعليم بالناظور حاليا في حل مشكل أساتذة اللغة الأمازيغية و
تماطلها عن حل هذا المشكل بداعي أن الأساتذة المعنيون قد وفدوا إلى المديرية في
إطار حركة انتقالية وطنية أو جهوية للمزدوجين، في حين تحدث عن واقع تدريس اللغة
الأمازيغية في جهة سوس ماسة درعة و التي تعتبر نموذجا في إنجاح تدريس هذه اللغة
التي تعتبر لغة رسمية للبلاد بعد اللغة العربية من خلال دستور 2011،و تحدث الأستاذ
عبد الله اوزاغ عن تدخل أطراف عديدة لمحاربة اللغة الأمازيغية كجمعيات أولياء و
آباء المؤسسات التعليمية إضافة إلى المجتمع المدني في غياب لاستراتيجية واضحة من
طرف الدولة من أجل تعميم اللغة الأمازيغية.
و قد تحدث
الدكتور عن دور اللغة في تقدم شعب أو دولة معينة، مستدلا بذلك بدولة الصين و الشعب
الصيني الذين استغلوا لغتهم و بلوروها في معاملاتهم التجارية و الصناعية و
عبقريتهم في التعامل بلغتهم إلى أن وصلوا إلى فرضها على باقي دول العالم، حتى أصبح
الجميع ينادي بتدريس اللغة الصينية في بلدانهم.
و قد حمل
المحاضر الدكتور المسؤولية وراء ما وصلت إليه اللغة الأمازيغية من تهميش لكل من
الحكومة التي أخلت بنصوص الاتفاق مع المعهد الملكي للثقافية الأمازيغية، و عدم
توفيرها الوسائل و الإمكانيات لإنجاح تدريس هذه اللغة، في غياب تام لأي ردة فعل
للمجتمع المدني الذي يتحمل بدوره نصيبا من المسؤولية على سكوته تجاه كل ما تتعرض
له لغتهم، كما حمل المسؤولية أيضا لوزير التربية الوطنية و التكوين المهني حيث دعى
المحاضر هذا الأخير من أجل التدخل العاجل لإشعار القيمين على الشأن التربوي الوطني
باحترام مقتضيات تفعيل إدراج اللغة الأمازيغية و تعميمها انطلاقا من خطاب أجدير
2003 و انطلاقا من المذكرات الوزارية في هذا الشأن.
و طالب
الدكتور عبد الله ازواغ في قوله : “نريد تغييرا حقيقيا و واقعيا ملموسا يُرى على
أرض الواقع تفعيل و ليس فقط شعارات رنانة ترفع هنا و هناك لتُخرس فيما بعد، و
نتمنى أن تؤخذ الأمور بجدية أكبر لأن المسؤولية ستظل على عاتق أهل هذا البلد أمام
محكمة التاريخ التي لا ترحم”
و في الأخير
ارتأى أعضاء مركز صدى للدراسات و الإعلام أن يكرم الأستاذ عبد الله ازواغ بتقديم
شهادة تقيرية.