![]() |
القواعد الفقهية الكبرى وتطبيقاتها في العمل التطوعي |
صدر للباحث الدكتور مصطفى بوهبوه مؤخرا عن دار المقتبس
ببيروت، كتابا جديدا موسوما بــ: "القواعد الفقهية الكبرى وتطبيقاتها في
العمل التطوعي"، في حدود 170 صفحة وقد قدم للكتاب الدكتور الفاضل عبد العظيم
الصغيري أستاذ العقيدة والفكر الإسلامي بجامعة القرويين وأستاذ زائر بجامعة قطر.
ويكتسب موضوع هذا الكتاب قيمته العلمية من خلال ربط
القواعد الفقهية العامة بنوازل العمل التطوعي وقضاياه. فالحياة دائما في تطور
وتشعب، والقواعد الفقهية مهمتها ضبط ما يطرأ من وقائع ومستجدات، وبالتالي ضبط حياة
الناس وتوجيههم وجهة صحيحة. والكتاب هو محاولة للكشف عن خبايا هذه الأسرار، وقد
وفق الله الكاتب أن ربط هذا الصنف من القواعد بموضوع العمل التطوعي أملا منه أن
يعيد ضبط قضايا العمل التطوعي وَفْق هذه القواعد بدءاً من تعريفه وتأصيله وبيان
أركانه وشروطه وانتهاء بسبل الاجتهاد فيه، وذلك بربط هذه القضايا بالقواعد الفقهية
الكبرى المؤثرة فيه، لأنه باستطاعة هذه القواعد العامة أن تعيد تلك المعاني
المستلبة من العمل التطوعي، وتمكن الفقهاء والمهتمين بشؤون العمل الخيري التطوعي
أن يفهموا النصوص الواردة فيه فهما سليما بعيداً عن الفهم السقيم، ويستنبطوا الحكم
الشرعي للنوازل الجديدة المتعلقة به، ويتمكنوا من تنزيله تنزيلا صحيحاً.
إننا أمام عمل علمي واعد، منغرس حتى النخاع في البيئة
التي ينتمي إليها، متماهٍ حد الذوبان مع الهموم الحضارية التي يعاني منها، مستشرف
لآفاق الانعتاق وطالب للمخارج الممكنة، وكل ذلك يمكن أن يتحقق جزئيا أو كليا على
نحو راشد، إن رُبِط العمل التطوعي بالقواعد الفقهية، ربطا يفجر إمكانياته، ويوسع
أفق الفقهاء في التعامل مع أقضيته ونوازله تعاملا مغايرا، ينقله من العمل الترقيعي
الذي يكاد يكون السمة الغالبة عليه، إلى عمل بناء ومؤسس خاضع لرؤية كلية لا تنفصل
عن الهم الأكبر للعالم العامل، والفقيه المصلح، والمفتي النبيه، إنه هم إصلاح واقع
أمتنا، والسعي لإخراجها من التخلف الذي تعاني منه.
ولا شك أن مطلب الإصلاح هذا، على نفاسته وملحاحيته، يبقى
أمنية معسولة، إن لم يرفده العمل الفقهي المؤصل، المستهدي بنظر فاحص للنصوص
والأدلة والقواعد من جهة، والمستبصِرِ أخرى بنظر واقعي يدرك متغيرات الواقع
والعوامل المؤثرة فيه، والبحث الذي نشرف اليوم بتقديمه لك أيها القارئ الكريم،
نموذج مميز في هذا السبيل، ندعوك للسفر فيه التماسا للفوائد العلمية المتحققة فيه،
والغنم الوافر الذي جمعه المؤلف فيه باقتدار ومكنة تستحق منا كل التنويه.
الدكتور مصطفى بوهبوه:
باحث رئيسي بهيئة الباحثين، وعضو وحدة الدراسات الإسلامية والإنسانية بمركز الصدى للدراسات والإعلام