-->

التقرير الإخباري للدورة التكوينية في علوم التربية والديداكتيك بمركز الصدى للدراسات والإعلام

نظّم مركز الصدى للدراسات والإعلام يومي الثلاثاء والأربعاء 18 و19 نونبر 2025 دورة تكوينية مجانية في علوم التربية والديداكتيك، شارك فيها ثلة من الباحثين المتخصصين في المجال التربوي، وسط تفاعل لافت من الطلبة والمهتمين بالشأن التعليمي. وقد شكلت هذه المبادرة محطة علمية مهمة لتقوية مهارات الفاعلين التربويين، والارتقاء بقدراتهم المعرفية والبيداغوجية، انسجاما مع رؤية المركز في دعم البحث وتوفير فضاءات للتكوين المستمر.

وافتتحت أشغال اليوم الأول بكلمة لرئيس المركز، رحّب فيها بالحضور وأكد على أهمية التكوينات العلمية في تعزيز الوعي بالقضايا التربوية الراهنة، وضرورة إشراك الطلبة والباحثين في النقاش حول إصلاح التعليم. وتوزعت مداخلات الجلسة العلمية الأولى بين قضايا ديداكتيكية وتربوية، حيث قدّم الأستاذ أحمد نادي عرضا حول ديداكتيك الدرس القرآني، أبرز فيه أهم المقاربات الحديثة لتدريس القرآن الكريم وتنمية الكفايات لدى المتعلمين. أما الأستاذ محمد السقالي فناقش موضوع المنظومة التربوية المغربية وإصلاح التعليم، متناولا مرتكزات الإصلاح ومكاسبه وتحدياته الراهنة. واختتم الدكتور حمزة شرعي الجلسة بمداخلة حول سيكولوجيا النمو، قدّم من خلالها قراءة في خصائص النمو النفسي والمعرفي وعلاقتها بالممارسات الصفية الفعالة.

أما اليوم الثاني من الدورة فقد اتسم بتنوع محاوره واتساع نطاق نقاشاته العلمية، حيث ناقشت الجلسة العلمية الثانية موضوعات بيداغوجية أساسية تنسجم مع حاجات المدرسين والباحثين. واستهلت الدكتورة سكينة الريفي المداخلات بعرض تناولت فيه البيداغوجيا والمقاربات الحديثة، مستحضرة تطور الفكر التربوي المعاصر وموقع الكفايات في بناء المنهاج التعليمي. وتلتها مداخلة للأستاذ بوبكر الكركري حول نظريات التعلم، استعرض فيها الأسس العلمية للنظريات المؤثرة في العملية التعليمية، وأساليب توظيفها داخل الفصول الدراسية. كما قدم الدكتور عبد السلام أجبـار مداخلة في موضوع التخطيط التربوي، توقف فيها عند أهمية التخطيط الديداكتيكي ودوره في تحسين جودة التعلم. واختتمت أشغال الجلسة بمداخلة للدكتور حمزة الرندي تناولت التشريع وأخلاقيات المهنة، مبرزا الأطر القانونية التي تنظم ممارسة مهن التربية والتكوين، والقيم التي ينبغي أن تحكم سلوك الفاعلين التربويين داخل المؤسسة التعليمية.

وقد تم بث فعاليات الجلستين العلميتين مباشرة على صفحة المركز بالفيسبوك، الأمر الذي مكّن جمهورا أوسع من متابعة العروض والتفاعل مع مضامينها. وحظيت الدورة بإشادة كبيرة من المشاركين الذين أكدوا قيمتها العلمية، ومدى حاجتهم إلى مزيد من المبادرات التي تستهدف تطوير الكفايات المهنية والتربوية.

واختتمت الدورة برفع تحية تقدير لجميع المؤطرين والباحثين المشاركين، مع التأكيد على التزام مركز الصدى بمواصلة تنظيم لقاءات علمية وتكوينية تعزز البحث العلمي، وتساهم في الارتقاء بالممارسات التربوية، خدمة للمعرفة ولمستقبل التعليم بالمغرب.

أحدث أقدم