مركز الصدى للدراسات والإعلام: خديجة أتبدها
نظم مختبرُ الحوار الحضاري والتكامل المعرفي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية
-جامعة محمد الأول بوجدة- بتنسيق
مع مركز الصدى للدراسات والإعلام محاضرةً علمية عن بعد بعنوان:
"أصول
الفقه عمدة التجديد المنهجي والبيداغوجي"
أطرها فضيلة الدكتور الحسن قايدة -أستاذ بالمركز الجهوي لمهن
التربية والتكوين- وذلك يوم الثلاثاء 27 شوال 1442هـ الموافق 8 يونيو 2021م،
ابتداءً من الساعة التاسعة مساءً مباشرة على صفحة فايسبوك مركز الصدى للدراسات
والإعلام.
افتتحت المحاضرة بكلمة
ترحيبية موجهة للقائمين على إنجاح هذه المحاضرة وللحضور الكريم من طرف مسير المحاضرة
الأستاذ محمد ليلي، ثم تلتها تلاوة آيات بينات من كتاب ربنا العزيز تلاها الأستاذ
بلخير السرحاني.
استهل الدكتور المحاضر كلمته بالحديث عن أهداف المحاضرة وأهم الإشكالات
التي تفرض نفسها ومقدمات ضرورية للفهم والمعالجة، باعتبار أن أول خطوة على درب
التجديد لا تكون إلا بقتل الماضي بحثًا والانطلاق من مركزية الوحي والتراث، ثم قدم
لمحةً موجزة عن أقوال العلماء (كأبي الحسن البصري المعتزلي، والإمام الشوكاني،
والإمام الشاطبي) في تعريف أصول الفقه وكونه المنهج الأمين لتجاوز محنة العقل
المسلم وللإصلاح العلمي والتربوي للأمة الإسلامية.
وبين أن أصول الفقه يُكسب الطلاب الباحثين جميع المهارات والقدرات
العقلية والتواصلية ومختلف الذكاءات؛ ذلك أن علم الأصول صناعة آلية منهجية وضعت
أساسا لهذا ابتداءً وانتهاءً.
ثم انتقل المحاضر الكريم إلى توضيح مرتبة العلم الشرعي في شجرة العلوم
وموقع الأصول من منظومة العلوم الشرعية، وبيان مؤهلات علم الأصول ليكون عمدة
التجديد المنهجي والبيداغوجي؛ وهي المتمثلة فيما يلي:
-
الاطراد والعموم والجريان على جميع أفعال المكلفين.
-
الثبوت بلا زوال -لا نسخ ولا تخصيص ولا تقييد بعد كمالها- فهي باقية إلى
قيام الساعة.
-
هذا العلم حاكم على التطبيقات والتصرفات والأحوال، وليس محكوما عليه.
بعدها ذكر المحاضر أثر القواعد الأصولية في التجديد البيداغوجي المنشود،
ومن أبرز المرتكزات والأسس التي يقوم عليها هذا التجديد ما يلي:
-
الاستقراء الكلي أو التجربة الحقيقية معياران في عملية المنهاج، وفي هذا
الأُس يتم التركيز على الإطار المربي المعلم في عملية التعليم.
-
أخذ العلم من أهله؛ إذ لا يؤخذ العلم إلا ممن تحقق به معرفة وعملا ودفعا
للشبه الواردة عليه.
-
على المربي المعلم التحقق من مواصفات ثلاث هي: العمل بالعلم، ملازمة
الشيوخ، الاقتداء بمن أخذ عنه والتأدب بأدبه.
بالإضافة إلى ما ذكر، أشار إلى ضرورة اعتبار أصول التربية قطعية لا ظنية
قياسا على أصول الفقه؛ فالمنهاج التربوي في أصوله ومنطلقاته الكبرى وأهدافه، إنما
ينبغي أن يبنى على الأصول الاستقرائية والعقلية والتجريب الناجح. وهنا نبه إلى
وجوب التمييز في التربية بين مجالين هامين، الأول: مجال الكليات التربوية، وهي
المتعلقة بالتوجهات الكبرى والاختيارات المتصلة بالرؤية الفلسفية للأهداف.
والثاني: مجال الفروع والجزئيات، وهذا الحيز يتصل أساسا بالمتغيرات لا الثوابت،
التي تتبدل بحسب الزمان والمكان والأحوال.
وختم الأستاذ المحاضر كلمته بذكر نماذج من البيداغوجيات الأصيلة في
المنهاج التراثي المقتبسة من الإمام الشاطبي -رحمه الله- وهي: الاقتران العضوي بين
الترغيب والترهيب، وبيداغوجية التبصر العميق في نفسيات المتعلمين، ومراعاة خاصية
الاشتراك الجمهوري: بيداغوجية تتجاوز فارقية الفهم والإفهام، ومراعاة معهود
المتعلم شرط الفعالية (البيئة الثقافية والقيمية والاجتماعية)...